عوارض التركيب في خطب الرسول الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم- دراسة نحوية دلالية
/ يوسف محمد علي البطش;
Abstract
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد إمام الغرّ المحجلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
انطلاقاً من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أنزلوا الناس منازلهم"، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، فلا يسعني إلا أن أسجل أسمى آيات التقدير والعرفان بالجميل إلى صاحب الفضل بعد الله عزّ وجلّ، إلى أستاذي الأستاذ الدكتور: أحمد إبراهيم هندي، الأستاذ في قسم اللغة العربية في كلية الآداب في جامعة عين شمس، الذي شملني برعايته، وأمدني بتوجيهاته وآرائه السديدة التي كان لها الأثر الأكبر في إتمام هذه الدراسة، وسيظل إن شاء الله مصدر فخر واعتزاز لي، وسأظل ذاكراً فضله، وداعياً له بطول العمر والصحة والعافية. كما أسجل أسمى آيات الشكر والتقدير إلى الدكتورة : سلوى سليم العوا، الأستاذة في قسم اللغة العربية في جامعة عين شمس، والتي تكرمت بالإشراف على رسالتي، مشرفاً آخر.
وإنه لمن دواعي مباهتي في كل محفل ونادٍ أن يتكرم بمناقشة هذا البحث والحكم عليه عالمان جليلان من علماء مصر الحبيبة، هما الأستاذ الدكتور: علي هنداوي، أستاذ النحو والصرف في قسم اللغة العربية في جامعة عين شمس، والأستاذ الدكتور: محمد عبد الوهاب، الأستاذ في قسم اللغة العربية في جامعة حلوان. بورك فيهما، وداما ذخراً لأمتهما.
وأقدم شكري وتقديري إلى كل العاملين في جامعة عين شمس، وأخصّ رئيسها الموقر، لما يبذله من جهد كبير في إنجاح العملية التعليمية، وتطوير جامعتنا الغراء.
كما أخص بالذكر الأساتيذ المحاضرين، وكذلك العاملين في مكتبة الجامعة، وكذلك العاملين في كلية الدراسات العليا للجهد الذي بذلوه في مساعدتنا، وما يتحملونه من مشقة في تذليل العقبات والصعاب أمام الطلبة. كما يسرني أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى جامعتي الغراء حفظها الله ورعاها، وأبقاها لنا نوراً تضيء لنا الطريق.
والشكر موصول أيضاً إلى زوجتي الغالية التي قدمت لي العون في مسيرة هذه الدراسة، وصبرت على ضنك الأيام. كما الشكر موصول إلى أحباب قلبي: أماني ونور وضياء وولاء وهداية، والشكر موصول إلى إخواني الأعزاء وأخواتي الكريمات، وإلى كل من أسهم في إخراج هذا البحث إلى النور، إلى كل من قدم عملاً طيباً، أو كلمة طيبة، أو دعوة طيبة.
فإلى هؤلاء جميعاً أتوجه بالشكر والتقدير، فبارك الله لهم وفيهم وجزاهم عني خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناتهم.
الطالب: يوسف محمد علي البطش
المـقـدمـة
نحمدك اللهم يا من شواهد آياته غنية عن الشرح والبيان، ودلائل توحيده متلوة بكل لسان، وصلّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد المؤيد بقواطع الحجج والبرهان، وعلى آله وصحبه الباذلين مهجهم في نصرة دينهم على سائر الأديان، صلاةً وسلاماً دائمين على مر الأزمان.
أما بعد....
فاللغة أعظم إنجاز بشري على ظهر الأرض، ولولا اللغة ما قامت للإنسان حضارة، ولا نشأت مدنية، ولقد وقر في أذهان الناس منذ القدم تقديس اللغة، وإعظام شأنها، وبلغت القداسة عند الشعوب البدائية، أن ارتبطت اللغة عندهم بتأثير اللفظ وسحر الكلمة، واختلط الاسم بالمسمى.وقد أدرك العلماء علاقة اللغة بالمجتمع الذي تعيش فيه، ومدى تأثرها به، وتأثيرها فيه، كما عرفوا الصلة القائمة بين اللغة والنفس الإنسانية، وتلونها بألوان الانفعالات، والعواطف الوجدانية، لدى بني البشر.
وترتبط اللغة بحياة أصحابها ارتباطاً وثيقاً، فهي لسان أهلها المعبر عن أحوالهم المختلفة، ولما كان من طبيعة الحياة التجدد، والتغير، فإن اللغة تتكيف مع هذه الطبيعة، وتلبي مطالبها وتعتمد في ذلك على وسائل مختلفة تستعين بها في إيجاد مفردات جديدة وتنمية نفسها.
واللغة العربية هي إحدى هذه اللغات التي مرت بمراحل مختلفة، والتي حافظت على مكانتها وقوتها بين اللغات، فمنذ الجاهلية الأولى والعرب تعتز بلغتها، فالشعر يرفع قبيلة ويدني منزلة قبيلة أخرى، وحين شرفوا بحمل رسالة السماء تنزل على الرسول الكريم محمد قرآناً عربياً، إنه الكتاب لا ريب فيه، حِكَمُ الآيات، ما فيه من عوج، واعتبرت العربية أشرف اللغات باعتبارها لغة القرآن الكريم،قال تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾( )، وقال أيضاً: ﴿كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾( )،ولقد أشار الثعالبي إلى ذلك بقوله: إن مَنْ أحب النبي أحب العرب ومن أحب العرب أحب لغتهم، التيأنزل فيها خير الكتب، وإنّ من هدى الله قلبه للإيمان يؤمن بأن محمداً خيرُ الأنبياء، وأن العرب خير الناس، وأن العربية خير اللغات( ).
ولهذا كانت اللغة العربية مرتبطة بالإسلام ارتباطا عضويا، فبها نطق نبيُّ الإسلام، وأعظم رسل الله محمد ، وبهذه اللغة رويت أحاديثه وسنته وهديه، التي ضمتها الدواوين.
وبهذه اللغة كتبت العلوم الإسلامية: من التفسير وعلوم القرآن، والحديث وعلومه، والعقائد وأصول الدين، والفقه وأصوله، والتصوف والأخلاق، والسيرة والتاريخ، وما يخدم هذه العلوم الإسلامية من علوم اللغة والنحو والصرف والبلاغة.
دوافع البحث:
إنّ غيرة المسلم على دينه وحرصه على لسانه العربي سليماً، لا تعكره الأخطاء، لَهو الدافع للبحث عن درّ هذه اللغة، والكشف عن أسرارها، كما أن النحو لا يُسْتغنى عنه، ولا يُوجَدُ بُدٌّ منه، فمّنْ جَهِله فبضاعته من العلوم مزجاة وفهمه عقيم.
كما تُعدّ أقوال الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم- في قمة النصوص الأدبية المروية في عهد النبوة بعد القرآن، فصاحةً وبلاغةً، لِمَا عُرِف به الرسول الكريم من أنه أفصح العرب قاطبةً، وأن فصاحته كانت توفيقاً من الله عزّ وجلّ وتوقيفاً؛ لأنه سبحانه ابتعثه للعرب، وهو قوم تنقاد أرواحهم لألسنتهم، وقد وصف الرسول – صلى الله عليه وسلم- نفسه بالفصاحة، فقال: "أنا أفصح العرب، بيد أني من قريش"، ولهذا جاءت أقواله وخطبه - صلى الله عليه وسلم- ممثلة للبلاغة الإنسانية في قمة بيانها، وليست وليدة الصنعة والمعاناة، وإن بدت في إتقانها وعلو طبقتها كأنها مصنوعة، ولذا وقع اختيار الباحث في هذه الدراسة على خطب النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- محاولاً قدر المستطاع أن يغوص في أعماق هذه الفصاحة يتلمس دررها الثمينة، مقتدياً بالسابقين من الدارسين والباحثين في سبيل الكشف عن هذه الدرر وبيان رونقها وجمالها وسحرها الآخاذ.
انطلاقاً من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أنزلوا الناس منازلهم"، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، فلا يسعني إلا أن أسجل أسمى آيات التقدير والعرفان بالجميل إلى صاحب الفضل بعد الله عزّ وجلّ، إلى أستاذي الأستاذ الدكتور: أحمد إبراهيم هندي، الأستاذ في قسم اللغة العربية في كلية الآداب في جامعة عين شمس، الذي شملني برعايته، وأمدني بتوجيهاته وآرائه السديدة التي كان لها الأثر الأكبر في إتمام هذه الدراسة، وسيظل إن شاء الله مصدر فخر واعتزاز لي، وسأظل ذاكراً فضله، وداعياً له بطول العمر والصحة والعافية. كما أسجل أسمى آيات الشكر والتقدير إلى الدكتورة : سلوى سليم العوا، الأستاذة في قسم اللغة العربية في جامعة عين شمس، والتي تكرمت بالإشراف على رسالتي، مشرفاً آخر.
وإنه لمن دواعي مباهتي في كل محفل ونادٍ أن يتكرم بمناقشة هذا البحث والحكم عليه عالمان جليلان من علماء مصر الحبيبة، هما الأستاذ الدكتور: علي هنداوي، أستاذ النحو والصرف في قسم اللغة العربية في جامعة عين شمس، والأستاذ الدكتور: محمد عبد الوهاب، الأستاذ في قسم اللغة العربية في جامعة حلوان. بورك فيهما، وداما ذخراً لأمتهما.
وأقدم شكري وتقديري إلى كل العاملين في جامعة عين شمس، وأخصّ رئيسها الموقر، لما يبذله من جهد كبير في إنجاح العملية التعليمية، وتطوير جامعتنا الغراء.
كما أخص بالذكر الأساتيذ المحاضرين، وكذلك العاملين في مكتبة الجامعة، وكذلك العاملين في كلية الدراسات العليا للجهد الذي بذلوه في مساعدتنا، وما يتحملونه من مشقة في تذليل العقبات والصعاب أمام الطلبة. كما يسرني أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى جامعتي الغراء حفظها الله ورعاها، وأبقاها لنا نوراً تضيء لنا الطريق.
والشكر موصول أيضاً إلى زوجتي الغالية التي قدمت لي العون في مسيرة هذه الدراسة، وصبرت على ضنك الأيام. كما الشكر موصول إلى أحباب قلبي: أماني ونور وضياء وولاء وهداية، والشكر موصول إلى إخواني الأعزاء وأخواتي الكريمات، وإلى كل من أسهم في إخراج هذا البحث إلى النور، إلى كل من قدم عملاً طيباً، أو كلمة طيبة، أو دعوة طيبة.
فإلى هؤلاء جميعاً أتوجه بالشكر والتقدير، فبارك الله لهم وفيهم وجزاهم عني خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناتهم.
الطالب: يوسف محمد علي البطش
المـقـدمـة
نحمدك اللهم يا من شواهد آياته غنية عن الشرح والبيان، ودلائل توحيده متلوة بكل لسان، وصلّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد المؤيد بقواطع الحجج والبرهان، وعلى آله وصحبه الباذلين مهجهم في نصرة دينهم على سائر الأديان، صلاةً وسلاماً دائمين على مر الأزمان.
أما بعد....
فاللغة أعظم إنجاز بشري على ظهر الأرض، ولولا اللغة ما قامت للإنسان حضارة، ولا نشأت مدنية، ولقد وقر في أذهان الناس منذ القدم تقديس اللغة، وإعظام شأنها، وبلغت القداسة عند الشعوب البدائية، أن ارتبطت اللغة عندهم بتأثير اللفظ وسحر الكلمة، واختلط الاسم بالمسمى.وقد أدرك العلماء علاقة اللغة بالمجتمع الذي تعيش فيه، ومدى تأثرها به، وتأثيرها فيه، كما عرفوا الصلة القائمة بين اللغة والنفس الإنسانية، وتلونها بألوان الانفعالات، والعواطف الوجدانية، لدى بني البشر.
وترتبط اللغة بحياة أصحابها ارتباطاً وثيقاً، فهي لسان أهلها المعبر عن أحوالهم المختلفة، ولما كان من طبيعة الحياة التجدد، والتغير، فإن اللغة تتكيف مع هذه الطبيعة، وتلبي مطالبها وتعتمد في ذلك على وسائل مختلفة تستعين بها في إيجاد مفردات جديدة وتنمية نفسها.
واللغة العربية هي إحدى هذه اللغات التي مرت بمراحل مختلفة، والتي حافظت على مكانتها وقوتها بين اللغات، فمنذ الجاهلية الأولى والعرب تعتز بلغتها، فالشعر يرفع قبيلة ويدني منزلة قبيلة أخرى، وحين شرفوا بحمل رسالة السماء تنزل على الرسول الكريم محمد قرآناً عربياً، إنه الكتاب لا ريب فيه، حِكَمُ الآيات، ما فيه من عوج، واعتبرت العربية أشرف اللغات باعتبارها لغة القرآن الكريم،قال تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾( )، وقال أيضاً: ﴿كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾( )،ولقد أشار الثعالبي إلى ذلك بقوله: إن مَنْ أحب النبي أحب العرب ومن أحب العرب أحب لغتهم، التيأنزل فيها خير الكتب، وإنّ من هدى الله قلبه للإيمان يؤمن بأن محمداً خيرُ الأنبياء، وأن العرب خير الناس، وأن العربية خير اللغات( ).
ولهذا كانت اللغة العربية مرتبطة بالإسلام ارتباطا عضويا، فبها نطق نبيُّ الإسلام، وأعظم رسل الله محمد ، وبهذه اللغة رويت أحاديثه وسنته وهديه، التي ضمتها الدواوين.
وبهذه اللغة كتبت العلوم الإسلامية: من التفسير وعلوم القرآن، والحديث وعلومه، والعقائد وأصول الدين، والفقه وأصوله، والتصوف والأخلاق، والسيرة والتاريخ، وما يخدم هذه العلوم الإسلامية من علوم اللغة والنحو والصرف والبلاغة.
دوافع البحث:
إنّ غيرة المسلم على دينه وحرصه على لسانه العربي سليماً، لا تعكره الأخطاء، لَهو الدافع للبحث عن درّ هذه اللغة، والكشف عن أسرارها، كما أن النحو لا يُسْتغنى عنه، ولا يُوجَدُ بُدٌّ منه، فمّنْ جَهِله فبضاعته من العلوم مزجاة وفهمه عقيم.
كما تُعدّ أقوال الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم- في قمة النصوص الأدبية المروية في عهد النبوة بعد القرآن، فصاحةً وبلاغةً، لِمَا عُرِف به الرسول الكريم من أنه أفصح العرب قاطبةً، وأن فصاحته كانت توفيقاً من الله عزّ وجلّ وتوقيفاً؛ لأنه سبحانه ابتعثه للعرب، وهو قوم تنقاد أرواحهم لألسنتهم، وقد وصف الرسول – صلى الله عليه وسلم- نفسه بالفصاحة، فقال: "أنا أفصح العرب، بيد أني من قريش"، ولهذا جاءت أقواله وخطبه - صلى الله عليه وسلم- ممثلة للبلاغة الإنسانية في قمة بيانها، وليست وليدة الصنعة والمعاناة، وإن بدت في إتقانها وعلو طبقتها كأنها مصنوعة، ولذا وقع اختيار الباحث في هذه الدراسة على خطب النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- محاولاً قدر المستطاع أن يغوص في أعماق هذه الفصاحة يتلمس دررها الثمينة، مقتدياً بالسابقين من الدارسين والباحثين في سبيل الكشف عن هذه الدرر وبيان رونقها وجمالها وسحرها الآخاذ.
Other data
| Title | عوارض التركيب في خطب الرسول الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم- دراسة نحوية دلالية | Authors | / يوسف محمد علي البطش | Issue Date | 2016 |
Attached Files
| File | Size | Format | |
|---|---|---|---|
| G13651.pdf | 626.25 kB | Adobe PDF | View/Open |
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.