البغاء فى روما ابان العصر الجمهورى

Abstract

اختلفت المصادر القديمة حول " ماهية الأخلاق " التى سادت فى روما إبان عصرها الباكر حتى سقوطها ، ومن المرجح أن الفضائل والقيم الأخلاقية فى روما لم تكن تسير على وتيرةٍ واحدة (1) إبان مراحل التطور التاريخى لروما . فالنظريات الفلسفية التى كتبها الفلاسفة الرومان عندما خاضوا فى مؤلفاتهم عن أخلاق روما إبان العصر الجمهوري كتبوها استناداً على الظواهر الاجتماعية السائدة بين طيات المجتمع ، فالقيم الأخلاقية التى شكلت شخصية الرجل الرومانى اختلفت من شريحة لأخرى تبعا لفئات المجتمع الرومانى حينئذ ، والمبنية على التركيبة الأسرية التى غلب عليها قوة واحدة - هى الأب- الأمر الذى ساعد جُل الرومان أن يكتسبوا عدداً من الفضائل او الخصال التى اشتهروا بها والتى من بينها : (2) 1- الفضيلة Virtus: التى عنيت عند الرومان الرجولة والشجاعة فى خوض المعارك . 2- الجدية والإحساس بالمسؤولية Gravitas . 3- التقوى والالتزام Pietas والتى عنيت احترام الغير والخضوع للسلطتين الإلهية والبشرية على حد سواء . 4- البساطة والوضوح والواقعية Simplicitaes والتى عنيت لدى الرومان العودة لآداب الأجداد والتحلي بوضوح الأمور والابتعاد عن كل ما هو شاذ وغامض عن واقعية مجتمعهم . 5- العفة Castitas : والتى تغنى بها جُل الرومان وصوروها الهه وأقاموا لها معبداً وهى تُمثل عندهم فى صورة " امرأة بسيطة محتشمة ترتدى ثوباً أبيض ، يدعو مظهرها إلى الاحترام وعادة ما تحمل قليلاً من الغار وتمسك أحياناً صولجاناً ، ولها أيضاً جناحان مبسوطان دلالة على أنها ترتفع فوق مستوى السفه بأعمالها الفاضلة ، ويرمز الحجر التى تجلس فوقهُ إلى صلابتها . ولقد عبر شاعر الهجاء الرومانى لوكيليوس Lucilius (1) عن الفضيلة لدى الرومان قائلا : " الفضيلة أن تعرف الفرق بين الصواب والخطأ ، وتُمجد أعمال السابقين ، وتعاون الأخيار ، وتعادى الأشرار ، فلطالما كانت الفضيلة هى تقدير الأمور التى تحيط بالإنسان ، ومعرفة الفارق بين الصالح والطالح ، ونبذ المبادئ الخاطئة التى تهتِكُ الأعراض " .