البنيات الأسلوبية فى شعر بشار بن بُرد

Abstract

يهدف هذا البحث إلى دراسة شعر الشاعر المخضرم "بشار بن برد" فى ضوء ثلاث بنيات أسلوبية قامبتوظيفها فى نصوصه الشعرية، وذلك للتعبير عن عدد من المعاني التي تلـح على ذهـنه، وتؤثر تأثيرا سلبيا على مشاعره وأحاسيسه، وكيف أن هذه النصوص حققت الغرض الرئيسي الذي يسعى إليه من الاقتراب من القارئ للتفـاعل معه فى ذلك الموقف الشعوري الذي يعيشه، كما يسعى المتلقي إلى الاقـتراب منها والوقـوف على أهـم دلالاتـها؛ ليتـمكن من كشـف المـعانـي التى يعـمد الشاعرإلى إخفائها، وتظـهر دون أن يشعـر فى الوسيـلة الوحيـدة التى يلجأ إليها للتفريج عن نفسه. وقد أفصحت النصوص الشعرية عن توظيف الشاعر لطائفة من الأساليـب الفنية التى حققت الغرض المرجو وهو "ضمان التأثـير فى المتلقي"، و"انفعـاله معه فى الأزمة الشعـورية التى يعيشها"، وخاصة عند هـذا الشاعـر الذي يعاني العديد من جوانب النقص فى شخصيـته، ولهذا تفـنن فى اختيار المعاني والأساليب التى مكنته من التعبير عما يجيش بداخله من مشاعر وأحاسيس مضطربة . وتتحدد تلك الأساليب الفنية فى "التوكيـد"، وهو الأسلوب الأكثر شيوعًا فى شعره، والذي لجأ إليه بهدف تأكيد عدد من المعاني النفسية الملحة على فكره، والمسيطرة على نفسه، فقامباستخدام عدد من المؤكدات التى تساعده فى مهمته، ألا وهى "القسم" ـ و"التكرار" ـ و"التأكيد بالحروف"، كما اهتم باستخدام التناص بنوعيه "الديني"، والذي ينقـسم بدوره إلى التناص بالقرآن الكريم، والتناص بالحديث النبوي، والثاني التناص بالحكم والأمثال، وأخيرًا عمد إلى الاستعانة بالمزج الأسلوبي فمزج بين الصيغة الخبرية والصيغة الإنشائية الطلبـية،ومزج أيضًا بين الضمائر والأزمنة المختلفة، وكلها تهدف إلى غـرض واحـد وهو "توضيح ذلك المعنى الذي يريد الانفعال به، وتعميق دلالته .