الفروق الأيكولوجية ودورها فى نشأة الضغوط النفسية لدى المتقاضيـن بمحاكـم الأســرة فى قضايا الأحـوال الشخصية دراسة مقارنة لبيئتين متباينتين

Abstract

أطلق الكثيرمن المنظرين على عصرنا الحالي عصر القلق والاكتئاب نظراً لانتشار العديد من الضغوط النفسية فيه، لذلك فإن دراسة الضغوط وتأثيرها على صحة الإنسان النفسية والعقلية والجسمية أصبح أمراً يمثل اهتمام العديد من العلماء والباحثين فى هذا العصر، وترجع أهمية ذلك لتعدد الضغوط التي تقع على الأفراد بتعدد المحيط الأيكولوجى لكل منهم. وبهذا يعتبر عدم التوافق النفسي هو السبيل الأول لنمو المخاطر الصحية والذى من خلاله تؤثر البيئات المحيطة فى الناس من خلال تعرضهم للضغوط المزمنة بشكل فارق، فتؤثر هذه الضغوط المزمنة تأثيراً تراكمياً على حياة الانسان (أحمد عكاشة، 2008). وعلى الرغم من تعدد الدراسات التى تناولت الضغوط المؤثرة على الانسان وعلاقتها بمدى توافقه النفسى والإجتماعي وحتى البيئى، إلا أنه مازال هناك من القصور فى هذه الدراسات ماجعل فئات كاملة وبيئات رئيسية تعتبر الضغوط فيها محور رئيسى من محاور تشكيلها لم يتم دراستها حتى الآن من هذه الفئات فئة المتقاضين بمحكمة الأسرة؛ ونقصد بمحكمة الأسرة قاعة المحكمة ذاتها وليست مكاتب تسوية المنازعات الأسرية كما جرى فى العديد من الدراسات، فتعتبر قاعة المحكمة هى البيئة الحاضنة لموقف التقاضى، ذلك الذى لجأ إليه المتقاضين بعد فشل مساعى الصلح بمكاتب تسوية المنازعات الأسرية الملحقة بالمحكمة. تلك الفئة (المتقاضين) التى لم يتم تناولها كعينة للدراسة تناقش الضغوط التى دفعت بهم للتقاضي بالمحكمة، وتوضيح الفروق الأيكولوجية ذات الصلة بنشأة هذه الضغوط والتى تحكم طبيعتها ومداها من بيئة إلى أخرى. وعلى هذا فالضغوط النفسية التى دفعت بالمتقاضين للتقاضي بمحكمة الأسرة، وكذا الفروق الأيكولوجية ودورها في نشأة هذه الضغوط لدى المتقاضين –ذكوراً وإناثاً- ومدى تأثير هذه الفروق الايكولوجية على المتقاضين نفسياً، إجتماعيا، ثقافياً، وإقتصاديا، وطبيعة إدراك المتقاضين لموقف التقاضي وفقاً لهذه الفروق الايكولوجية المتباينة من متقاضي محكمة في بيئة ما إلى محكمة ثانية في بيئة أخرى، كل ذلك يحتاج إلى دراسة متفحصة لتحديد ماهية ومدى هذه الضغوط النفسية ودور الفروق الايكولوجية في نشأتها والتحكم في طبيعتها ومداها، وتداعيات هذه الفروق الايكولوجية على المتقاضين بمحاكم الأسرة في البيئات المختلفة.