"دور البرامج الكوميدية السياسية فى إدراك الشباب المصرى للقضايا السياسية"

Abstract

يقوم الإعلام الآن بدور هام فى مختلف نواحي الحياة؛ فهو يؤثر فى الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفنية وغيرها، وهناك علاقة وثيقة بين الإعلاموالسياسية فقد أعادت وسائل الإعلام وخاصةً التليفزيون روح المشاركة السياسية بين أفراد الجمهور والمؤسسات السياسية وذلك من خلال برامجه المتنوعة، وكان من المهم دراسة البرامج الكوميدية السياسية ومعرفة أهم خصائصها وملامحها وطريقة معالجتها للقضايا والموضوعات السياسية، لمعرفة الدور الذي تقوم به فى إدراك الشباب للقضايا والموضوعات السياسية، وذلك في إطار نظرية (التماس المعلومات) حيث تسعىهذهالنظريةإلىاختبارالفرضالرئيسىالتالى ( إنتعرضالأفرادالانتقائىللرسائلالإعلاميةيجعلهميختارونالمعلوماتالتىتؤيداتجاهاتهمالراهنة)، ولقدحاولتدراساتكثيرةاختبارهذاالفرضالذىيوضحأنالتعرضالانتقائىللناسيجعلهميختارونالمعلوماتالتىتدعممنمواقفهمالحالية. تعتمد هذه الدراسة على المنهج المسحي بشقيه (الوصفي، التحليلي)، وذلك بالتطبيق على عينة عمدية من الشباب المصرى المشاهد للبرامج الكوميدية السياسية من سن (18-30) سنة ، قوامها (400 مفردة) من محافظة القاهرة الكبرى(القاهرة-الجيزة-القليوبية)، تم استخدام استمارة تحليل المضمون على عينة من البرامج الكوميدية السياسية تمثلت في تحليل الموسم الثالث والأخير من برنامج "البرنامج مع باسم يوسف" وتحليل الموسمين الخامس والسادس من برنامج "بنى آدم شو مع أحمد آدم" جاء برنامج (البرنامج) فى مقدمة البرامج الكوميدية السياسية التي يتابعها الشباب بصفة منتظمة، يليه برنامج (بنى آدم شو) فى المركز الثاني، وأوضح المبحوثون أنهم يشاهدون البرامج الكوميدية السياسية بشكل عام مع الأسرة أو الأصدقاء أو الأقارب أو زملاء العمل، وأظهرت النتائج أيضاً أن أغلبية المبحوثين قاموا بتغيير آرائهم بعد مشاهدة هذه البرامج؛ مما يوضح لنا أهمية الدور الذي تقوم به تلك البرامج فى تغيير آراء واتجاهات الجمهور. وقد أظهرت نتائج تحليل المضمون؛ أن من أكثر القوالب الفنية المستخدمة فى البرامج الكوميدية السياسية قالب "الحديث المباشر" و"الستاند آب كوميدي"، وكان المستوى اللغوي السائد فى عينة الدراسة التحليلية هو "عامية المثقفين"، كما ظهرت العناصر المرئية والسمعية بشكل كبير فى برنامج "البرنامج" أكثر من برنامج "بنى آدم شو"، وتنوعت عناصر الجذب المستخدمة فى برنامج "البرنامج" أيضاً مقارنةً ببرنامج "بنى آدم شو" حيث لاحظت الباحثة استعانة باسم يوسف فى برنامجه "البرنامج" بفريق العمل والاكسسوارات والعناصر السمعية والبصرية، بينما اعتمد برنامج "بنى آدم شو" بشكل كبير على مقدم البرنامج فقط "أحمد آدم" دون الاستعانة بعناصر الجذب الأخرى، ومن أهم الإيجابيات التى ظهرت خلال عينة الدراسة التحليلية هى مساهمتها فى تعريف الجمهور بأهم القضايا السياسية الحالية، بينما من أكثر السلبيات التى ظهرت هى وجود ألفاظ غير لائقة، ورصد السلبيات الموجودة فى المجتمع فقط دون تقديم حلول لها، وكانت قضية الانتخابات الرئاسية من أكثر القضايا التي تم تناولها خلال عينة الدراسة التحليلية، وكان "الإعلاميون، السياسيون" هم أكثر الشخصيات التي يتم التركيز عليها خلال هذه البرامج.