استراتيجيات تأويل الخطاب السياسي العبري خطابات رؤساء الحكومات في إسرائيل منذ 1990م
أحمد محمد عبد العال إبراهيم المغربي;
Abstract
إن اللغة ليست نظاما من العلامات فحسب، بل إنها -في الأساس- نشاط تواصلي؛ إذ يستخدمها الإنسان ليتواصل بها مع الآخرين، ولكن أحيانا لا يكون مدركا خطرها عندما يتواصل. فاللغة ليست مجرد اتصال بين طرفين أو أكثر، وإنما هى عملية تفاعل بين المتكلم والمستمع، في إطار اجتماعي معين، لتحقيق أهداف معينة. ولذلك عندما يمارس السياسي استخدام اللغة، في مجال السياسة، فهو غالبا ما يكون على وعي وإدراك بخطر وقوة اللغة، وأن قوة سلطته على مستمعيه من قوة سلطته اللغوية.
ومن ثم فاللغة هى جوهر السياسة، بل هى سلطة داخل سلطة السياسة، فهى عبارة عن نشاط خطابي يهدف إلى إيصال رسالة معينة إلى الجمهور. ولكن قد تكون هذه الرسالة، في أحيان كثيرة، غير مباشرة، أي لا يستطيع أن يصل الكثير من المتلقين إلى القصد من وراء هذا الخطاب؛ وذلك لأن السياسي عندما يُلقي خطابه لا يكون كلامه مباشرا، بل تتصف لغته بالمناورة والمراوغة؛ نظرا لوجود أيديولوجيات تكمن وراء توجيه هذا الخطاب.
ومن هنا فإن الباحث، في مجال تحليل الخطاب السياسي، ينطلق من هذه الرؤية في دراسته لمعرفة كيفية الوصول إلى المراد من الخطاب السياسي من خلال التأويل. فالخطاب السياسي لا يعبر عن الحقائق دائما -كما هو الشأن في الخطاب اللغوي المتصل بالعلوم الأخرى- بل يتخلى عن قيم الصدق، ويتسم بالزيف والتضليل في أغلب أحواله، وخاصة إذا كانت هذه اللغة معدة جيدا من حيث اختيار الكلمة المعبرة، واصطفاء العبارة الهادفة، وطريقة الإلقاء المؤثرة لهذه الجمل والعبارات التي تقدم المعنى المقصود بشكل ضمني أو صريح.
ومن يُمعن النظر في لغة الخطاب السياسي العبري على الساحة السياسية الإسرائيلية قبل عام 1996 وبعده –أي قبل وبعد حادث مقتل يتسحاق رابين- يجدها قد مرَّت بمنعطف خطير؛ إذ تغيرت السياسة الإسرائيلية تماما وتبدّلت الأيديولوجيات، فبعد ما كانت تدعو إلى إقامة السلام مع الدول العربية عام 1992، والانسحاب من بعض الأراضي العربية مقابل السلام، عملاً بمبدأ الأرض مقابل السلام؛ أصبحت مهمتها، منذ عام 1996، التبرير والتعنت السياسي والدفاع عن أقبح الجرائم، مثل قتل المدنيين، وهدم البيوت، واستخدام المحافل الدولية سلاحًا حاسمًا في ممارسة الضغط والإقناع بعدالة قضيتهم، وأنهم يقومون بواجب الدفاع عن أنفسهم فحسب.
ومن ثم كان على الباحث أن يهتم بدراسة الخطاب السياسي العبري وبحث جوانبه المختلفة؛ للوقوف على أدواته وآليات تأويله.
أسباب اختيار الموضوع:
ومن ثم فاللغة هى جوهر السياسة، بل هى سلطة داخل سلطة السياسة، فهى عبارة عن نشاط خطابي يهدف إلى إيصال رسالة معينة إلى الجمهور. ولكن قد تكون هذه الرسالة، في أحيان كثيرة، غير مباشرة، أي لا يستطيع أن يصل الكثير من المتلقين إلى القصد من وراء هذا الخطاب؛ وذلك لأن السياسي عندما يُلقي خطابه لا يكون كلامه مباشرا، بل تتصف لغته بالمناورة والمراوغة؛ نظرا لوجود أيديولوجيات تكمن وراء توجيه هذا الخطاب.
ومن هنا فإن الباحث، في مجال تحليل الخطاب السياسي، ينطلق من هذه الرؤية في دراسته لمعرفة كيفية الوصول إلى المراد من الخطاب السياسي من خلال التأويل. فالخطاب السياسي لا يعبر عن الحقائق دائما -كما هو الشأن في الخطاب اللغوي المتصل بالعلوم الأخرى- بل يتخلى عن قيم الصدق، ويتسم بالزيف والتضليل في أغلب أحواله، وخاصة إذا كانت هذه اللغة معدة جيدا من حيث اختيار الكلمة المعبرة، واصطفاء العبارة الهادفة، وطريقة الإلقاء المؤثرة لهذه الجمل والعبارات التي تقدم المعنى المقصود بشكل ضمني أو صريح.
ومن يُمعن النظر في لغة الخطاب السياسي العبري على الساحة السياسية الإسرائيلية قبل عام 1996 وبعده –أي قبل وبعد حادث مقتل يتسحاق رابين- يجدها قد مرَّت بمنعطف خطير؛ إذ تغيرت السياسة الإسرائيلية تماما وتبدّلت الأيديولوجيات، فبعد ما كانت تدعو إلى إقامة السلام مع الدول العربية عام 1992، والانسحاب من بعض الأراضي العربية مقابل السلام، عملاً بمبدأ الأرض مقابل السلام؛ أصبحت مهمتها، منذ عام 1996، التبرير والتعنت السياسي والدفاع عن أقبح الجرائم، مثل قتل المدنيين، وهدم البيوت، واستخدام المحافل الدولية سلاحًا حاسمًا في ممارسة الضغط والإقناع بعدالة قضيتهم، وأنهم يقومون بواجب الدفاع عن أنفسهم فحسب.
ومن ثم كان على الباحث أن يهتم بدراسة الخطاب السياسي العبري وبحث جوانبه المختلفة؛ للوقوف على أدواته وآليات تأويله.
أسباب اختيار الموضوع:
Other data
| Title | استراتيجيات تأويل الخطاب السياسي العبري خطابات رؤساء الحكومات في إسرائيل منذ 1990م | Other Titles | Phenomenology Strategies Of Hebrew Political Discourse | Authors | أحمد محمد عبد العال إبراهيم المغربي | Issue Date | 2015 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.