التواصل الأسري كما يدركه عينة من المراهقين وعلاقته بذكائهم الوجداني في ضوء بعض متغيرات البيئة الأسرية

امنه شعبان محمد السيد;

Abstract


مقدمة :
تُعد الحاجة إلى الارتباط و التواصل مع الآخر من الأمور الحيوية بالنسبة للصحة النفسية , فيرى إريك فروم أن الطريقة الصحية و السوية للتواصل بين الإنسان وعالمه تتمثل في الحب , فمثل هذه الطريقة تشبع حاجة الإنسان إلى الأمن و تسمح له بأن يعيش شعوراً بفرديته . و لا يقتصر الحب عند فروم على ما يتضمنه هذا الشعور من رغبة أو شهوة ، بل يتسع ليضمن حب الوالد لابنه , وحب الإنسان لذاته , وحب الناس جميعاً و التضامن والتكافل معهم ( إبراهيم قشقوش , 2012 : 191-192) , ولكن أحيانا قد تختلف مظاهر هذا الحب و يتسم التواصل الأسري بالجمود و البرود العاطفي , وقد يرجع ذلك لعدة أسباب من أهمها افتقار مهارة الذكاء الوجداني لدى أحد الأعضاء أو بعضهم .
يدور مفهوم الذكاء الوجداني Emotional Intelligence حول القدرة على التعرف و فهم والتحكم في المشاعر و الاتجاهات المختلفة لدى كل من الفرد و الآخرين , و لا يقتصر على مهارة واحدة بل يشمل عدة مهارات مثل الوعي الذاتي و التوجه الذاتي و المهارات البينشخصية (Yenug,Rob ,2009: 3-4 ). و تتضح أهمية الذكاء الوجداني من أهميته في تحقيق التواصل و التوافق مع الآخرين من خلال فهم مشاعرهم و التعاطف معهم ، فقد أشار Goleman إلى أن النجاح في الحياة يتطلب 20% من الذكاء العام و 80% من الذكاء الوجداني . كما أن هذه الأهمية تظهر في أن الفرد الذي لديه ذكاء وجداني يستطيع استخدام المدخلات الوجدانية في الحكم و في اتخاذ القرارات و يتميز بالدقة في التعبير عن الانفعالات مما يجعله قادراً على الاتصال الوجداني مع الآخرين (أمل محمد حسونة و منى سعيد أبو ناشي ,2006 : 54). و الذكاء الوجداني شأنه شأن العديد من المهارات التي تكتسب وتُعلم من البيئة المحيطة، ومهما تفاوتت هذه البيئات في درجة تأثيرها فلا شك أن الأسرة هي صاحبة اللبنة الأولى في ذلك.
قد تعرضت الأسرة للتغيير تماشياً مع متطلبات الحياة المعاصرة. فقد تم استقطاب الكثير من النساء في سوق العمل والذي نتج عنه ضعف ارتباطهن بأطفالهن لعدم وجود الوقت الكافي لديهن , بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الطلاق و تناقص عدد أفراد الأسرة (ليلى سادات , 2013 : 211, 220 , 231 ).واتجهت نسبة كبيرة من الأسر العربية إلى تحديد عددأطفالها ، و خاصة بين الفئات التي حصلت على درجة معينة من التعليم و ذلك من أجل المحافظة على مستوى معيشي مناسب لأعضائها , و ترجع هذه الاختلافات بين الأسر إلى اختلافات ايدلوجية و ثقافية هامة تكونت نتيجة اختلاف درجة التعليم , والمهنة و المستوى الاجتماعي و المناخ الثقافي الذي تعيشه كل أسرة (سناء الخولي ،2004 : 144- 147).
مشكلة الدراسة:
تنبثق مشكلة الدراسة الحالية انطلاقاً من نتائج البحوث و الدراسات السابقة التي أطلعت عليها الباحثة ، حيث وجدت أن هناك تداخلاً بين إدراك الأبناء لأنماط التواصل الأسري و بين ذكائهم الوجداني ,ومن هنا جاءت الرغبة في تسليط الضوء عليهما في ضوء أثنان من متغيرات البيئة الأسرية وهما حجم الأسرة وعمل الأم , ومن ثم تتمحور مشكلة الدراسة في الإجابة على التساؤلات التالية :
1- ما هي أنماط التواصل الأسري الأكثر شيوعاً كما يدركها المراهقين ؟
2- هل توجد علاقة بين أنماط التواصل الأسري المُدرك ودرجات الذكاء الوجداني لدى المراهقين ؟ وما شكل العلاقة ؟ و ما حجمها ؟ و ما مقدارها إذا وُجدت؟
3- هل توجد فروق بين المجموعتين ( أبناء العاملات – أبناء غير العاملات ) في إدراك العلاقة بين أنماط التواصل الأسري و الذكاء الوجداني ؟
4- هل يختلف إدراك التواصل الأسري لدى المراهقين باختلاف
أ‌- حجم الأسرة؟ ب- عمل الأم؟
5- هل يختلف الذكاء الوجداني لدى المراهقين باختلاف
أ‌- حجم الأسرة؟ ب- عمل الأم؟
6- هل يمكن التنبؤ بمستوى الذكاء الوجداني في ضوء الأبعاد الفرعية للتواصلالأسري؟
أهداف الدراسة :
هدفت الدراسة الحالية إلى التحقق من طبيعة العلاقة القائمة بين التواصل الأسري و الذكاء الوجداني في ضوء متغيرين من متغيرات البيئة الأسرية وهما حجم الأسرة وعمل الأم ، و ذلك من خلال ما يلي :
1- الكشف عن إدراك المراهقين من الذكور والإناث لأنماط التواصل داخل الأسرة .
2- التعرف على العلاقة بين أنماط التواصل الأسري كما يدركه الأبناء المراهقين و ذكائهم الوجداني .
3- التعرف على علاقة حجم الأسرة بكلاَ من أنماط التواصل الأسري المدرك و الذكاء الوجداني للأبناء .
4- التعرف على علاقة عمل الأم بكلاً من أنماط التواصل الأسري المدرك و الذكاء الوجداني للأبناء .
أهمية الدراسة :
تكمن أهمية الدراسة الحالية في أهمية الموضوع الذي تتصدى له الباحثة والذي ينطوي على أهمية نظرية و أخرى تطبيقية ويتضح ذلك من خلال :
أولاً: الأهمية النظرية :
- ندرة البحوث والدراسات العربية التي تناولت التواصل الأسري - في حدود إطلاع الباحثة - و اقتصار الدراسات العربية التي أعدت في التواصل على تنمية مهارات تواصل التوحديين أو التركيز على التواصل التعويضي لذوي الاحتياجات الخاصة .
- حداثة مفهوم الذكاء الوجداني بالمقارنة مع الذكاء العام أو الذكاء الاجتماعي .
- أهمية مرحلة المراهقة وصعوبة تفهم الأسر لطبيعتها .
ثانيًا : الأهمية التطبيقية :
- تسهم الدراسة الحالية فيما توفره من بيانات ومعلومات في إعداد برامج إرشادية لكلاً من الوالدين والأبناء لتحسين أنماط التواصل داخل الأسرة .
- تساعد الدراسة الحالية في توفير مقياس للذكاء الوجداني و آخر للتواصل الأسري بما يتلاءم مع البيئة المصرية .
- الاستفادة من البيانات المتوفرة في وضع برامج تدريبية لتنمية الذكاء الوجداني للأبناء .


Other data

Title التواصل الأسري كما يدركه عينة من المراهقين وعلاقته بذكائهم الوجداني في ضوء بعض متغيرات البيئة الأسرية
Other Titles Family Communication as Perceived by a sample of Adolescents and its relationship to their Emotional Intelligence with some variables of Family Environment
Authors امنه شعبان محمد السيد
Issue Date 2016

Attached Files

File SizeFormat
G13814.pdf1.4 MBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 2 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.