قضايا الإنسان في شعر هاشم الرفاعي (دراسة موضوعية وفنية)

أحمد محمود محمد جوادة;

Abstract


يشكل الإنجاز الشعري لهاشم الرفاعي- خلال الفترة الأدبية القصيرة التي عاشها- قضية مثيرة للتأمل والفحص ومغرية للدرس والتحليل، فعلى المستوى الفكري والقومي والإنساني، ملك الرفاعي قدرًا من الجرأة والإقدام لم تتأت لغيره من الشعراء وعلى المستوى الإنساني خاض الرجل الكثير من القضايا الإنسانية المعقدة والمتشابكة، فلم تكن قصائده ليست إلا سباحة ضد التيار وسط أعاصير عاتية تحاول في بعض الأحيان تعرية المظهر الزائف للمجتمع من أجل الغوص في أعماقه لاستخراج الجوهر الإنساني الحقيقي.
لقد أدرك الرفاعي عدم جدوى أشعاره ما لم يواجه قومه بالحقائق مهما كانت مرارتها وقسوتها ووطأتها، ويشخص أمراضهم مهما كانت مزمنة، ومن ثم استحالت قصائد الرجل إلى مناصرة الإنسان في أي زمان ومكان ضد طاغوت الإنسان وجبروته في الوطن العربي وإفريقيا وسائر أقطار الأرض.
هذا وقد تناولت حياة الشاعر الكثير من الأقلام والألسنة من أصحاب التيارات الفكرية المختلفة، فرأى البعض أن هاشمًا كان شاعرًا قوميًا يدعو إلى القومية العربية، ويرى آخرون أنه كان شاعرًا وطنيًا يحلق في آفاق مصر، ويرى المعظم الأعمّ أنه كان شاعرًا من شعراء الدعوة الإسلامية، وكلٌ يقيم الأدلة ويسوق الحجج على صحة دعواه ويحاول تفنيد آراء الفريق الآخر، ولم يلتفت أحدهم إلى الدائرة الإنسانية المشتركة بين بني البشر في أشعاره.
وأهم البواعث التي دعتني لاختيار هذا الموضوع:
1- أن الانجاز الشعري لهاشم الرفاعي- خلال الفترة الأدبية القصيرة التي عاشها قضية مثيرة للتأمل والفحص ومغرية للدرس والتحليل؛ فعلى المستوى الفكري والقومي والإنساني، ملك "الرفاعي" قدرًا من الجرأة والإقدام لم تتأت لغيره من الشعراء وعلى المستوى الإنساني خاض الرجل الكثير من القضايا الإنسانية المعقدة والمتشابكة فكانت قصائده ليست إلا سباحة ضد التيار وسط أعاصير عاتية.
2- حضور"الرفاعي" في سنواته الأخيرة على الساحة الشعرية، سواء على المستوى الإقليمي (مصر) أو على المستوى العربي (أمته العربية)، حيث نال جائزة المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بمصر ثلاث مرات، ثم نال بعدها الجائزة الأولى على الشعراء العرب في مهرجان الشعر العربي الأول في دمشق عام 1959.
3- عدم التفات الدارسين إلى الدائرة الإنسانية المشتركة بين بني البشر في شعر الرجل، فلقد تناولت حياة الشاعر الكثير من الأقلام والألسنة من أصحاب التيارات الفكرية المختلفة، فرأى البعض أن "هاشمًا" كان شاعرًا قوميًا يدعو إلى القومية العربية، ويرى آخرون أنه شاعرًا وطنيًا يحلق في آفاق مصر، ويرى المعظم الأعم أنه كان شاعرًا من شعراء الدعوة الإسلامية، وكل يقيم الأدلة ويسوق الحجج على صحة دعواه ويحاول تفنيد آراء الفريق الآخر، ولم يلتفت أحدهم إلى إنسانية أشعار الرجل.
4- رحيله المبكر، في مقتبل العمر، ثم خفوت الضوء وانحسار الاهتمام عنه، بل وقله التطرق إليه مما يشكل ظاهرة تدعو للدرس والتحليل والاستقصاء والتعليل، مما يكسب الموضوع بكليته حالة من الاهتمام وكأننا أمام أشباح أوهام، بزوغ ثم ارتفاع ثم انحدار ثم اختفاء!!
5- وأخيرًا.. رسالة هذا الشاعر العربي الموطن، الإنساني الكلمات – تحتاج إلى وقفة تحليلية، فهو شاعر يؤمن إيمانًا قويًا بأن الشعر له رسالة إنسانية تبرز في الاهتمام بقضايا الإنسان وهمومه بشكل عام، فلقد طرح في أشعاره قضية "الإيمان بالإنسان وشعره"، وناضل بالشعر حتى الرمق الأخير من حياته، وكانت قصيدته هي سلاحه الوحيد المناوئ للظلم والطغيان والاحتلال.


Other data

Title قضايا الإنسان في شعر هاشم الرفاعي (دراسة موضوعية وفنية)
Authors أحمد محمود محمد جوادة
Issue Date 2016

Attached Files

File SizeFormat
G13032.pdf207.02 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 199 in Shams Scholar
downloads 2,231 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.