نموذج تصميم تعليمي مقترح للتعلم التشاركي قائم على توظيف أدوات الجيل الثاني من الويب لتنمية الإنتاج الإبداعي في تكنولوجيا التعليم لدى الطلاب المعلمين بكلية التربية

Abstract

نعيش اليوم عصر المعرفة والتقدم التكنولوجي، عصر تشتد فيه المنافسة بين الأمم والبقاء للأصلح، عصر لا مكان فيه إلا لمن يقدم الجديد، عصر تتضاعف فيه المعرفة بشكل غير مسبوق، عصر النوعية الإنسانية المتميزة والقادرة على تقديم كل ما هو جديد ومبتكر، لذا فنحن أمام تحديات كثيرة تستدعي خبرات ومهارات وأفكار جديدة ومتميزة، وهنا تبرز حاجتنا إلى المبدعين الذين يستطيعون تقديم إضافات إلى المعرفة الإنسانية، فيصبح الإبداع بمثابة الأمل للمجتمعات التي تطمح للوصول إلى مركز مرموق على الصعيد العالمي. لذا نجد المجتمعات تختلف عن بعضها البعض في الانجازات والمخترعات العلمية والتقنية لأنها نتاجات عقول مفكرة ومبدعة لأفراد ذلك المجتمع وعمل أصحابها على تنميتها بالعلوم والمعارف المختلفة، ومن هنا يصبح على المجتمع تحمل مسئولية تنمية التفكير الإبداعي لدى أبنائه. ومن ثم تعد عملية تنمية الإبداع من أهم أهداف التربية التي تسعى المجتمعات الإنسانية إلى تحقيقها، وأوسعها انتشارا وتأييداً لدى الأوساط التربوية والتعليمية لكافة العلوم الطبيعية والإنسانية التي يدرسها المتعلم خلال المراحل التعليمية المختلفة. ولاشك أن كليات التربية تسهم بنصيب كبير في إعداد قطاع كبير من القوى البشرية، ولا تستطيع تحقيق رسالتها في سبيل خدمة المجتمع، والتنمية الشاملة إلا عندما ترتبط أهدافها، وأساليبها في إعداد الخريجين بأهداف هذا المجتمع، وطبيعة المهام التى يقوم بها هؤلاء الخريجون بعد تخرجهم في مختلف المؤسسات التعليمية. وتشير "فارعة حسن" (1999، 403) أن التربية تواجه تحدياً لإعداد نوعية جديدة من الخريجين لهذا المجتمع المتقدم واضعة نصب أعينها تأهيل متعلمين على مستوى عال من الكفاءة لدفع عملية التنمية. وقد اختلفت أدوار المعلم ومسئولياته في ظل هذا العصر، عصر التعليم الإلكتروني، فلم يقتصر دوره على توصيل المعلومات والمعارف للطلاب بل لابد له أن يتزود بمهارات التصميم التعليمي، والتخطيط للتدريس الإلكتروني، كما لابد له أن يتزود بمهارات استخدام الوسائط المتعددة والإنترنت، والبريد الإلكتروني، وإنتاج الوسائط والصفحات التعليمية عبر الإنترنت، واختيار وتصميم وتقويم البرمجيات والمواقع التعليمية والمقررات الإلكترونية، فهو لم يعد ناقل للمعرفة بل لابد له أن ينتج ويصمم من الوسائط الإلكترونية التي تفيده في عملية التدريس، لذا فهو بحاجة إلى أن يكون مبدعا في تصميمه وإنتاجه للوسائط الإلكترونية في ظل هذا العصر المتسارع في التقدم والتطور التكنولوجي حتى يجذب ويثير الاهتمام للتعلم لدى المتعلمين.