استدراكات الحافظ ابن حجر الحديثية من كتاب فتح الباري في علم الرواية

أحمد جمعة محمد السيد;

Abstract


إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
وبعد:
فإن الله سبحانه وتعالى أنزل كتابَه المبين ، وجعله دستورَ أحكامه المتين ، فأحكم نظامَه ، وأتم بيانَه، وبلَّغه رسولَه الأمين ، وتعبَّد به المسلمين ، وأمر الرسولَ  ببيانه ؛ فشرحه  ووضَّحه ، وخصَّص عامَّه وقيَّد مطلقه بالقول والفعل والتقرير، بما أفاضه عليه ربُّه من الوحي الباطن قال تعالى﴿ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4)﴾ [النجم:4،3].
وقد أمرنا سبحانه باتباع أمرِ الرسولِ ع فقال ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب ﴾ [الحشر:7] ، ولذا كانت السُّنَّةُ النبويةُ في المرتبة الثانيةِ بعد القرآنِ في الحجية، والعنايةُ بها عنايةٌ به ، وحفظها حفظُ أحكامه ، وقد أمر الرسولُ بإبلاغها وسماعها وإسماعها ، وتوعَّد من كذب عليه ، فإن الكذبَ عليه ليس كالكذب على أحد ، فعن المغيرة  قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ع يَقُولُ: «إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" ( ).
وقد حظيَ علمُ السنة المشرفة بمكانة سامية منذ عهد النبي  ؛ فقد كان عمر بن الخطاب  يتناوب النزول إلى النبي  مع أخ له من الأنصار لسماع ما يقوله ( )، وكان أبو هريرة لا يفارقه إلا قليلا ، وقد روي البخاريُ في صحيحه عن أبي هريرة  أنه قال " قيل يا رسول الله : من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ، قال رسول الله : لقد ظننت يا أبا هريرة أنه لن يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك ؛ لما رأيت من حرصك على الحديث ، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ، أو من نفسه( )".
وكان عبد الله بن عمرو بن العاص م يكتب كل ما يسمعه من النبي  قال عبد الله:" كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله وأريد حفظه ، فنهتني قريش عن ذلك ، وقالوا : تكتب ورسول الله يقول في الغضب والرضا ؛ فأمسكت حتى ذكرت ذلك لرسول الله فقال : اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق ( )".
وقد رحل جابر بن عبد الله م إلى الشام لسماع حديث واحد من الصحابي الجليل عــبد اللــه بــن أنيس ( )، وكـــــذلـــك رحــل الصحابي الجلــيــل أبــو أيوب الأنصــاري إلــــــى
مصـــــر لسماع حديث من الصحابي عقبة بن عامر( ).
والأمثلة أكثر من أن تعد وتحصى في حرص الصحابة على حفظ سنة النبي  .
ثم كان هذا دأب التابعين ، فأصحاب عبد الله بن مسعود كانوا يرحلون من الكوفة إلى المدينة لسماع السنن.


Other data

Title استدراكات الحافظ ابن حجر الحديثية من كتاب فتح الباري في علم الرواية
Authors أحمد جمعة محمد السيد
Issue Date 2016

Attached Files

File SizeFormat
V263.pdf324.02 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 3 in Shams Scholar
downloads 4 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.