تطوير التعليم الفنى الصناعى فى ضوء متطلبات اقتصاد المعرفة

Abstract

يختلف العالم اليوم عما كان عليه فى العصور السابقة سواء فى ملامحه أو صفاته، وأصبح من مميزات هذا العالم الثورة المعرفية والعلمية المنتشرة فى جميع أنحائه، ونتيجة للتطور السريع فى المعرفة والعلوم والتكنولوجيا حدث تراكم معرفى خاصة فى الدول المتقدمة، وتضافرت كل هذه المعطيات ليظهر للوجود ما يسمى باقتصاد المعرفة، ويعد اقتصاد المعرفة فرعا جديدا من فروع العلوم الاقتصادية الذى ظهر فى الآونة الأخيرة، ويقوم على فهم أكثر عمقا لدور المعرفة ورأس المال البشرى فى تطور الاقتصاد وتقدم المجتمع، وفى إطار هذا الاقتصاد المعرفى نجد أن "المعرفة" و"العمال المعرفيون" يعتبران مفهومين أساسيين، إذ تعتبر المعرفة موردا رئيسا بالنسبة للمؤسسات ومصدر من مصادر الثروة، كما يعتبر عمال المعرفة مهمين جدا لتحقيق النجاح للمؤسسة. ويعد التعليم الأداة الرئيسة فى إعداد الإنسان وتأهيله للتعامل مع التقنيات المعاصرة والمتطورة ومواكبة التغيرات المتواصلة فى مختلف ميادين التنمية، وإعداد قوى مؤهلة للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة فى مجتمع المعلومات والمعرفة، وقادرة على مواجهة التغيرات المتسارعة وانعكاساتها على طبيعة احتياجات المجتمع من المهن والمهارات المتغيرة، والتعليم الفنى الصناعى يهدف لإعداد الطلبة الملتحقين به إعدادا تربويا وسلوكيا يكسبهم المهارات اليدوية والذهنية ليكونوا عمالا مهرة، ويعمل على تلبية احتياجات المجتمع من المهن والمهارات المتغيرة، كل هذا دفع إلى إدخال إصلاحات جذرية فى نظام التعليم الفنى الصناعى تمثلت فى تجديد وتطوير وإصلاح برامج التعليم بهدف تكامله وربطه بمتطلبات اقتصاد المعرفة.