المفعول به بين العربية والعبرية دراسة لغوية تطبيقية مقارنة بين سورة البقرة وسفر التكوين

Abstract

فإن الجملة الفعلية في اللغات السامية تشكل أهمية كبيرة لتعلقها بالتشكيل الزمني من ناحية والترتيب السياقي للنص من ناحية أخرى، (خاصة وأن اللغة العبرية قريبة الشبه بالعربية فهي من فصيلة اللغات السامية التي تتزعمها العربية)( ). *كما أن لعناصر الجملة الفعلية أهمية كبيرة في إبراز الدور الدلالي والذي يختلف باختلاف الرتبة، (ولا يخفي علينا أن العبرانية كانت تكتب قبل ذلك بدون شكل أو حركات، فثبتت تلك الحركات الألفاظ ووحدت قراءتها ( ). ويتضح ذلك جليا في العربية من خلال الضابط الشكلي أو الإعراب، ولكن تفتقر إليه العبرية نظرا لتخلصها من الإعراب، حيث إن (العبرية انقرض منها الإعراب وبقيت له أثار ضئيلة تدل عليه كالتمييم وأداة المفعولية وعلامة النصب على الظرفية، وقد ترتب على إهمال الإعراب أن أصبح موقع الكلمة هو الذي يحدد وظيفتها، وأصبح من المتعذر التصرف في الكلمات تقديما أو تأخيرا داخل نظام الجملة)( ). فكان الاعتماد على الرتبة اعتمادا كليا في بناء الجملة الفعلية، الأمر الذي عظم من مكانة كل عنصر وموقعه من عناصر الجملة الفعلية، ولأنها فعلية وقائمة على الفعل كان من الضروري لفت الأنظار إلى التأثير الناتج عن المفعول وهو ظاهر جلي أو مبهم خفي، لكنه موجود ويستدل على وجوده من خلال سياق الجملة. *ومن هنا كان الاعتماد في هذه الدراسة على بيان الأثر ذلك والمتمثل في المفعول به بين العربية والعبرية وأهميته في الجملة الفعلية والتي أثبتت الدراسة مركزيته للجملة الفعلية وهو ما سيوضحه البحث من خلال هذه الدراسة.