المـوازنـات الشـرعـية في فقـه النص وفقه الـواقـع

Abstract

العقل الإسلامي الذي بناه الوحي هو عقل استقرائي استنتاجي برهاني تعلّمي وتحليلي، عقل يحقق التحول من عقلية التلقين والتلقي إلى عقلية التفكير والاستنتاج والاستدلال والاستقراء والتحليل والنقد والموازنة والاستشراف المستقبلي وعدم القبول بأي فكر أو اجتهاد بغير سلطان أو بغير برهان تحت شعار (هاتوا برهانكم)، ويمتلك أدوات البحث والمعرفة وإمكانية النظر في المآلات والعواقب، فهو عقل يحسن التعامل مع الأسباب والمقدمات وتسخير السنن، ويمتلك ناصية سنة المدافعة، فيستطيع مدافعة قدر بقدر أحب إلى الله. فهو عقل يقيس مقاصده، يدرك أن الله لم يخلقنا عبثا، فلا مكان في العقل المسلم للمصادفة والعشوائية والخوارقية في هذا الوجود الكوني، ولا مجال لانتفاء الأسباب. والعقل المسلم بهذه الصورة هو الذي يتعامل مع المقاصد الشرعية ويربطها بالواقع، فمقاصد الشريعة الإسلامية هي الضوء الذي يحدد لنا كيف نتعامل مع الواقع، بل هي الضابط الأول الذي يضبط علاقة الواقع بالأحكام الشرعية.