برنامج مقترح في البيولوجي لتنمية المعرفة العلمية ومهارات التنظيم الذاتي للتعلم لدى طلاب المرحلة الثانوية

Abstract

يواجه العالم اليوم تغيرات سريعة ومتتالية في كافة جوانب الحياة نتيجة للتطورات العلمية والتكنولوجية السريعة في جميع المجالات، ولا شك أن هذه التغيرات والتطورات تشكل تحديا للتربية بصفة عامة والتربية العلمية بصفة خاصة . فلم يعد بمقدور التربية العلمية التركيز فقط على ثقافة الأهداف التحصيلية، بل أصبحت - اليوم - مطالبة بالتحول نحو تنمية مضامين وأبعاد تربوية ذات قيمة حياتية مثل: القدرة على اتخاذ القرارات وممارسة التفكير وتنظيم الذات بشكل فعلي بما ينمي والتحليل النقد والإبداع. وفى ضوء هذه التغيرات والتطورات يعد بناء النماذج العقلية من الاتجاهات المهمة في كل الأبحاث العلمية والتربوية ؛ حيث ثبتت فعاليتها كأدوات تدريسية مهمة للعلماء ومعلمي ومتعلمي العلوم ، كما أن فهم الطلاب للنماذج العقلية يمكنهم من تنمية الفهم العميق للمعرفة لديهم ، كذلك تقدم النماذج أدوات للتفكير تنعكس على فهمهم العلمي ، وتمد الباحثين ومعلمي العلوم بمعلومات ثمينة عن الهيكل المفاهيمي للمتعلم (صادق ، 2017 ، 228) * وقد أشار عبد السلام (2007 ، 405) إلى أن الحقيقة الأساسية عن التعلم تتبلور في أن كل شيء سهل إذا استطعت أن تمثله أو تحاكيه بالنماذج المناسبة ، والتي تحدد ما الذى يستطيع أن يتعلمه الفرد وكيف يتعلمه معتمداً على النماذج المتوفرة له ، كما أن المعلمين يستخدمون النماذج العقلية لمساعدة الطلاب لفهم الأفكار المجردة من خلال تخيل أو تصور : الأشياء الكبيرة جدا كالنجوم والمجرات ، أو الصغيرة جدا كالخلية ، والعمليات التي يصعب رؤيتها مباشرة مثل الهضم والتنفس ، والأفكار المجردة مثل تحول الطاقة.

وقد أشار كلٌ من جونسن – لاريد (Johnson-Laird (2013 ، وميفوراش وستراوس Mevorach and Strauss ( 2012) إلى أنه تمثل النماذج العقلية تصورات عقلية وذهنية ينتجها الإنسان من خلال توظيفه للمعارف ، حيث تكون العلاقات التي تربط بين أشياء أو ظواهر أو أحداث ، ويمثل هذا التصور بتمثيليات مختلفة مثل أشكال المحاكاة التي تيسر شرح وتفسير هذه الأشياء والظواهر والأحداث والتنبؤ بها.