الحماية الدولية للبيئة من التلوث الاشعاعي النووي

Abstract

الحمد رب العالمین والصلاة والسلام على أشرف المرسلین؛ سیدنا محمد صلى الله علیه وسلم واله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى یوم الدین وبعد، من المعلوم إن حياة الانسان قد ارتبطت منذ ان هبط على الارض بالبيئة التي وجد فيها, كما ارتبط تطوره العقلي والحضاري بارتقاء استغلاله لشتى امكاناتها وطاقاتها، وكان تأثير الانسان على البيئة محدوداً في العصور الأولى من حياة الانسان على الارض, وبالتالي لم يكن لمشكلة تلوث البيئة أي ظهور على مسرح الحياة بيد أن الوضع قد تبدل مع تطور الحياة والمجتمعات وبسبب الثورة الصناعية التي أوجدت من الآلات والمعدات مامكن الانسان من السيطرة على البيئة، اذ وجدت الحضارة البشرية نفسها أمام صعوبات وتحدّ خطير متمثل بالتلوث البيئي، لم تفطن البشرية لآثاره ومساوئه ألا مع بدايات النصف الثاني من القرن العشرين بعدما باتت بعض الدول تعتمد على الطاقة الناتجة عن الإشعاعات النووية والتي هي نتاج إثارة النواة وتحفيزها بالانشطار أو الاندماج مما يتولد عنها طاقة هائلة بديلة عن الطاقة التقليدية أو الاحفورية تتميز بكونها صديقة للبيئة ومتوافقة معها لما لها من صفة الدوم والاستمرار وتحفز الموارد الاحفورية للطاقة من خطر الفناء والنضوب، ومع تطور استخدام الطاقة النووية في كثير من التطبيقات ادركت جميع الدول إن اشرافها على الانشطة النووية لا يكفي لضمان الحماية الكاملة من الاخطار النووية لذلك حرصت الدول على إحاطة الانشطة النووية بمجموعة من التنظيمات القانونية من خلال اتفاقيات دولية أو اقليمية أو تشريعات محلية على اثر مجموعة من الكوارث البيئية التي هزت الكيان العالمي لعل أشهرها الكوارث النووية التي لفتت الانظار الى إن التلوث البيئي وعلى وجه الخصوص التلوث الإشعاعي النووي لا يقف عند حدود دولة معينة، ولا يمكن تقديره على إنه مسألة داخلية بحتة لان النتائج المترتبة على النشاط الملوث تنتشر مكانياً من خلال العناصر البيئية المختلفة لتصل وتصيب أماكن أخرى مختلفة عن مكان النشاط مصدر التلوث وأحياناً بعيدة جداً عنه.