برنامج إرشادي قائم على التمكين لتنمية الصلابة النفسية وتحقيق الذات لدى عينة من الطالبات الجامعيات

Abstract

لقد كان التمكين موضوعًا بارزًا لأكثر من ثلاثة عقود في علم النفس، والخدمات الاجتماعية، والإنسانية، والصحة العامة، والدراسات الاجتماعية والإدارية والتنظيمية. وهذه المجالات غالباً ما تترابط وتعتمد على عمل بعضها البعض. فالتمكين Empowerment توجه رئيسي في مجال برامج تنمية الشباب، وكثير من الدراسات حول تمكين الشباب قد تجعل هذا المفهوم مكافئاً لمفاهيم مثل "قيادة الشباب" و"المشاركة المدنية" و"الفعالية الذاتية" و"نشاط الشباب" (Agud-Morell, etal., 2017:48). وبالرغم من أن مفهوم التمكين يرتبط بالدراسات التي أُجريت في أواخر السبعينيات في مجال التدخلات المجتمعية والمحلية والوقائية، فإن رابابورت (Rappaport,1981: 10) قدم هذا المفهوم في أوائل الثمانينات في المجلة الأمريكية لعلم النفس المجتمعي community psychology، ويبرز "التمكين كسياسة اجتماعية للوقاية" (.(social policy for empowerment over prevention وقد وصف رابابورت التمكين بأنه عملية تحكّم الفرد في كل شؤون حياته بما يتضمن قرار الفرد في حياته الخاصة كلها مثل المشاركة الديمقراطية في الحياة المجتمعية، ومهارات إدارة الذات وإدارة الحياة. فالتمكين Empowerment كتوجه معاصر للتنمية والوقاية قد أصبح أكثر استخداماً في سياسات وبرامج معظم المنظمات الحكومية والمدنية، وهو من أكثر المناحي تقديراً للمرأة كعنصر فاعل في التنمية، وهو ايضاً توجه يسعى للقضاء على كل مظاهر التمييز ضد المرأة من خلال الآليات التي تعينها على الاعتماد على الذات في تحسين أوضاعها المعيشية والمادية على نحو متواصل، والمشاركة في اتخاذ القرارات التي تمس جميع جوانب حياتها، وإتاحة الفرص المناسبة لتنميتها الشخصية وتمكينها من ذاتها وإتاحة الفرص لها لتحقيق ذاتها في مجالات حياتها Ledford,2013: 6)). إن ثمة توجهات عالمية لتمكين المرأة، كما تعكسها الحركة النسائية في الأمم المتحدة وخاصة الدول النامية تتمثل في نشاط عدد من المنظمات الإنمائية، منها منظمات حكومية وغير حكومية ومنظمات تابعة للأمم المتحدة، وتعطي الأولوية لتمكين المرأة كهدف رئيسي في برامجها، حيث أصبح مصطلح "تمكين المرأة" يحمل رموزاً ومعاني عن أي مشروع يهدف إلى تحسين حياة المرأة أو الفتيات (Murshid& Critelli,2020:855). يُعد التمكين النفسي للطالبة الجامعية من الأمور الهامة، لتمكينها من ذاتها وصلابتها وتحقيقها لإمكاناتها وقدراتها وخبراتها وأمانيها في الحياة، فهي على عتبات الخروج إلى معترك الحياة الاجتماعية والمهنية والمدنية، لذا فهي تحتاج إلى الاعتماد على الذات والاستقلالية في اتخاذ قراراتها وصنع مستقبلها، واتخاذ المسؤولية، والتعامل مع ضغوطات الحياة حتى لا تؤثر سلبا على نظرتها واتجاهاتها نحو الحياة والمستقبل. ولذلك، فأن تمكين الطالبة الجامعية هو نقطة انطلاق لبناء عناصر بشرية مؤهلة قـادرة علـى القيادة الذاتية من خلال إحداث تغيرات في المهارات والـسلوكيات والمعـارف والاتجاهات لـديها، وامتلاكها لتوقعات إيجابية لأهدافها في الحياة والعمل على تحقيقها، والتمكن من مهارات مقاومة إحباطات الحياة. وهي بذلك تتمكن من الوعي بالذات وبالأمل والحيوية والإنجاز، ويدعم لديها الشعور بتحقيق ذاتها الذي هـو مطلـب ضـروري لتوافقها. ومن هنا يأتي البحث الحالي ليسهم في إعداد وتنفيذ برنامج قائم على مهارات التمكين النفسي والتعرف على فعاليته في تنمية الصلابة النفسية وتحقيق الذات لـدى طالبات الجامعة عينة الدراسة الحالية.