البائنة وأهميتها في إنجلترا (1215 – 1351 )

Abstract

قبل الانتقال لعرض مقدمة الرسالة يجب أن أذكر أن هناك الكثيرين من غير المتخصصين استوقفهم كلمة البائنة لكونها واحد من الكلمات التى قل تداولها في عصرنا الحاضر؛ لذا يجب أن أذكر في البدايه معنى البائنة والتى تعني ببساطة مهر الزواج الذي يعطي في كل المجتمعات العربية والاسلامية من الرجل إلى المرأة لكن في الغرب الاوروبي رسخت فيه الكنيسة -في فترة العصور الوسطى- عددًا من المفاهيم والمعاني، كان من بينها تدني مكانة النساء. ولعل تلك النظرة أوجبت على نساء الغرب الأوروبي قاطبةً دفع بائنة زواجها من الرجل مقابل قبولها زوجةً له. غير أن ذلك المفهوم السائد في الغرب الأوروبي لم يسرِ في كل الأراضي الإنجليزية، فبعد الغزو النورماندي عام1066م، واجهت وليم الأول النورماندي صعوبة في دمج كل المناطق الإنجليزية في قالبٍ واحد، وهذه المشاكل هي نفسها التي واجهت الملك هنري الثاني بعد تتويجه ملكًا لإنجلترا عام1154م، فعند محاولة توطيد أركان دولته الناشئة على النمط الفرنسي، أوكل مهمة نقل تلك العادات والتقاليد إلى زوجته إليانور من أقطانيا وبارونات حاشيته ونسائهم، وفي هذا الصدد أنصب عمل الصفوة من رجال البلاط ونسائهم على محاولة ترسيخ أقدامهم في منطقة الجنوب الإنجليزي القريبة من شمال فرنسا، تاركين منطقة الشمال والوسط والغرب التي تمركز بها فئة النبلاء القُدامى، والتي تأثرت طوال فترة بدايتها التاريخية ببدائية الحياة في المناطق الأسكتلندية، واعتناق تلك المناطق فكر القديس باتريك النسكي.