الخيال السياسي في الرواية التركية (٢٠٠١-٢٠١٢م) من خلال رواية (أوباماتشوف الرئيس الأخير – Obamaçov Son Başkan ) للكاتب Şahsuvar Matban دراسة نقدية.

Abstract

الخيال طريق للحقيقة؛ وقد ثبت ذلك عندما التقى الأدب بالعلم في أدب الخيال العلمي، ذلك الفن الأدبي؛ الذى يحمل فى طياته العلم، فينفذ للعقل من خلال العاطفة. حيث إنه يعتمد على الأدب فى مبناه، وعلى العلم فى محتواه؛ فيستخدم جماليات الأدب، بهدف الشرح، والتعريف لما وصلت إليه العلوم البشرية من تطور وتقدم – سواء كانت علومًا إنسانية أو طبيعية – ويتنبأ بما قد تصل إليه فى المستقبل القريب، أو البعيد؛ مستخدمًا الفرضيات العلمية، فى تبرير ما قد يجنح إليه العقل البشري من خيال، مهما كانت غرابته، وبعده عن الواقع. وقد يكون من شأن هذه الأفكار الغريبة، والجديدة؛ أن تكون ملهمة للعلماء؛ فيستثمرونها لتصبح ابتكارات، و اختراعات، ونظريات علمية. وقد انبثق عن أدب الخيال العلمي فن الأدبي جديد ؛ هو أدب الخيال السياسي وهو فرع من فروع أدب الخيال العلمي؛ معني باستشراف شكل المستقبل السياسي وإبداعه، وتصويره، طبقا لما يمكن أن يحدث مستقبلًا من تغيرات محتملة قد تطرأ على الأنظمة، والمؤسسات الحاكمة، والعلاقات، والأفكار السياسية في المستقبل القريب، أو البعيد سواء على الساحة المحلية، أو الإقليمية، أو العالمية. (فهو يتنبأ بالمستقبل من منظور مستقبلي، وليس بالمنظور الآني) بشقيهِ التفاؤلي، والتشاؤمي فالأول يبدع في تصوير التزايد المحتمل للرقي، والتطور السياسي، ويشجع عليه، والآخر يصور السلبيات المحتملة، ويحذر من تزايدها، وانتشارها. فهو يمزج بين بريق الأدب، ورونقه، وقدرته على الإبداع، والتصوير، والتأثير في النفوس، وبين علوم السياسة وما تحويه من مكر، ودهاء، ودقة في التخطيط، وتحسب، وفطنة. أهمية الدراسة وأسباب اختيار الموضوع: أدب الخيال العلمي السياسي، فن أدبي جديد لم يحظ بالاهتمام المناسب من الباحثين والدارسين، في ميادين البحث الأدبي، والعلمي في العالم العربي على وجه العموم. وفي أقسام اللغة التركية على وجه الخصوص، لم يتعرض لدراسته أي من الباحثين على الإطلاق؛ مما شكل فرصة للباحث أن يختار هذا الموضوع للوقوف على قيمة هذا الفن الأدبي، ومفهومه، وطرق تنميته، وكيفية الإفادة منه، و تحديد موقعه، وقيمته الفنية في الأدب التركي.