البَيْنِيَّة في البَلاغَةِ العَرَبِيَّة

Abstract

يبدأُ البحثُ بمقدمةٍ عرضتُ فيها لعدةِ محاورَ مهمةٍ, منها الأسباب التي دفعتني إلى كتابةِ هذا البحث, ومناقشة دلالةِ مصطلحِ (البينية) في الثقافة الغربية ثمَّ في الثقافةِ العربية, ومنهج البحث, وأهمية البحث, وأخيرًا تقسيم البحث إلى فصولٍ ومباحث. ثم تلا المقدمةَ تمهيدٌ عرضتُ فيه لصلةِ البلاغة العربية الوثيقة بغيرها من العلوم والمعارف المتنوعة, من خلال عرض آراء البلاغيين في هذا الصدد. ثمَّ جاء الفصلُ الأول تحت عنوان: (البينية في علم البيان), وهو يضم أربعةَ مباحث؛ البينية في بنية التشبيه, والبينية في بنية الاستعارة, والبينية في بنية المجاز المرسل, والبينية في بنية الكناية. وأنطلقُ هنا من فكرة أنه إذا كانت "البينية/ interdisciplinary" بالمعنى المُتداول, تعني عقد علاقة بين التخصصات المتباعدة, فالأمر قريبٌ من ذلك في علم البيان, إذ إنه يبدأ وظيفته البلاغية عندما تبتعد الدوال عن معناها الوضعي, أي تصبح هناك مسافة فارقة بين المعنى الوضعي والمعنى الطارئ لهذه الدوال, لكن هذه المسافة الفارقة, تصبح هي العلاقة الرابطة بين المعنيين, أي أنَّ علم البيان يعتمد المفارقة على المستوى السطحي, لكنه يحتفظ بالعلاقة بين المعنيين على المستوى العميق, وهو ما يتيح لمنتج الكلام أن يعبّر عن مقصوده الدلالي بطرق متعددة متفاوتة في الوضوح والخفاء. ثمَّ أتى الفصل الثاني تحت عنوان: (البينية في علم المعاني), وهو يضم خمسةَ مباحث: البينية في ثنائيات الحذف والذكر والتعريف والتنكير والتقديم والتأخير, والبينية في بنية القصر, والبينية في الخبر والإنشاء, والبينية في بنية الفصل والوصل, والبينية في بنية الإيجاز والإطناب والمساواة. وقد سلَّطتُ الضوء في هذا الفصل على العلاقة البينية في هذه الثنائيات, منطلقًا من فكرة أنَّ هذه الثنائيات كلها تجمعُ بين طرفين متباعدين تمامَ التباعد, وهذا الجمع بين الأشياء المتباعدة داخل في نطاق البينية. والعلاقة البينية تسوغُ أنْ يحلَّ طرف, من طرفيْ الثنائية, محلَّ الآخر ويؤدي وظيفته. أما الفصل الثالث, فقد جاء تحت عنوان: (البينية في علم البديع), وقد تحدثتُ عن البينية فيه من خلالِ مجموعةٍ من البِنَى أو الأساليب التي تجمعُ بين طرفين متباعدين, مثل الالتفات والتجريد والتورية والطباق وتجاهل العارف والهزل الذي يُرادُ به الجد...إلخ. وقد ضمنتُ الخاتمة أهمَّ النتائج أو الأفكار التي توصلتُ إليها. ثمَّ ضمَّنتُ قائمة المصادر والمراجع أهم المصادر والمراجع التي اعتمدتُ عليها. تلاها فهرست بمحتويات الرسالة.