دور الإعلام التقليدي و البديل في تشكيل اتجاهات الجمهور نحو الإصلاح الاقتصادي

Abstract

الاقتصاد اساس تنمية و تطور المجتمعات ، و هو مرتبط بحاجات البشر و ليس مجرد الانتاج و الاستهلاك ، بل هو تطبيق لمبادئ و استراتيجيات و فكر إنساني علي مسائل التنظيم الاجتماعي و التقييم للأعمال و إدارة الموارد المادية و البشرية ؛ مستهدفا الرقي و النهوض بالمجتمع و ضمان حياة اجتماعية مزدهرة و مستقرة. قد احتلت قضية الإصلاح الاقتصادي حيزا كبيرا من اهتمامات القادة والمفكرين بل حتى المواطنين في دول العالم النامي منذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، لا سيما بعد تراجع دور القطاع العام وفشله في تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة الموعودة، وتصاعدت الدعوات إليه مع مطلع الألفية الجديدة، ولا يزال يحتل موقعا متقدما في البرامج الاقتصادية والسياسية لمختلف التيارات والقوى السياسية في العالم. ويلعب الإعلام و خصوصا الشق الاقتصادي و التنموي دورا هاما في الحياة الاقتصادية في المجتمعات ، و لا يمكن تجاهل دوره و مدي أهميته خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية المختلفة فهو يعد أحد الفروع الأساسية للنشاط الإعلامي الذي يهتم بقضايا التنمية لتحقيق غايات المجتمع في مختلف الجوانب و مرتبط بالنواحي السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و التربوية. لقد أصبحت الحاجة ملحة أكثر لقيام الوسائل الإعلامية بالمزيد من الأدوار في المجتمع المصري ؛ حيث أن مصر شهدت خلال السنوات الأخيرة و لا تزال تغيرات جذرية في السياسات المتبعة التي تستهدف تحقيق الإصلاحات خصوصا عقب الثورتين التي مرت بهما ، بجانب أن الساحة الإعلامية العملية و الأكاديمية تشهد جدالاً محتدما حول دور الإعلام و وسائله المختلفة في معالجة هذه القضايا الخاصة بالإصلاحات و المساهمة في طرح وجهات النظر و الحلول بالإضافة إلي توجيه و إرشاد الجماهير، و أهمها قضية الإصلاح الاقتصادي و التوجه نحو تحقيق التنمية الشاملة المرغوبة ، و أيضا بحث تأثير مواقف وسائل الإعلام علي الرأي العام واتجاهه نحو هذه القضايا ، خاصة في ظل سلسلة الأزمات المتعاقبة على الأصعدة المختلفة و عدم الاستقرار الأمني والأوضاع الاقتصادية المتردية.