فاعلية برنامج درامي لتنمية التفاعل الاجتماعي لدى طفل الروضة ذو السلوك الإنسحابي .

Abstract

تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة من المراحل الحاسمة التي تتبلور فيها شخصية الطفل وتوضع فيها اللبنات الأولي لمقومات وملامح شخصيته المستقبلية ، وتحديد إتجاهاته وميوله لذلك إهتمت جميع دول العالم بتربيه الطفل وإعداده تربويًا ونفسيًا ومساعدته على تحقيق النمو المتكامل لشخصيته في جوانبها كافة ، ويشكل النمو الإجتماعي واحدًا من أهم جوانب نمو الطفل، ويعتبر الإهتمام بتنميته لدي الطفل أمرًا واجبًا علي القائمين علي تربية الطفل ورعايته. وتعتبر مشكلة الإنسحاب الإجتماعي من المشكلات السلوكية الخطيرة التي تواجه القائمين على تربية الطفل ورعايته من تربويين وباحثين في السنوات الأخيرة ، وتعتبر الدراما والدراما الإبداعية من (قصص درامية- إرتجال– لعب أدوار– إيقاع حركي) من أهم الطرق والأساليب التى يمكن إستخدامها في علاج مشكلات الطفل السلوكية مثل الإنسحاب الإجتماعي. مشكلة البحث : فقد تبلورت مشكلة البحث الحالي من خلال عمل الباحثة مع الأطفال حيث لاحظت وجود عدد كبير من الأطفال يعانون من أعراض العزلة والإنطواء وقليلي الإندماج إن لم يكن منعزلين تمامًا عن أقرانهم وعن مشاركة المحيطين بهم والتعاون معهم ويفضلون دائمًا العزلة والإبتعاد عن مشاركة ذويهم من الأطفال وأيضًا معلماتهم أثناء أداء أنشطة البرنامج اليومي فى الروضة فهؤلاء الأطفال لا يتفاعلون بالقدر المناسب مع ذويهم ولا مع معلمتهم مما ينتج عنه قصور في نتائج تحصيلهم ومهاراتهم وإستيعابهم عن بقية زملائهم. وقد لاحظت الباحثة أيضًا من خلال عملها مع الأطفال أن مشكلة الإنسحاب الإجتماعي من ضمن كثير من المشكلات النفسية والسلوكية التي يعانى منها بعض الأطفال ولم تلق الإهتمام الكافي والرعاية من جانب القائمين علي تربية الطفل ورعايته، وهي مشكلة ظاهرة وواضحة ومنتشرة بين عدد كبير جدًا من الاطفال دون الوعي الى خطورة هذه المشكلة وتأثيراتها علي الطفل، كما لاحظت الباحثة وجود قصور واضح في الأساليب المتبعة مع الطفل وعدم استخدام أسلوب الدراما بأي شكل من أشكالها وأنواعها المختلفة التي ثبتت أهميتها في تنمية مفاهيم الطفل ومهاراته ومن أهم هذه المهارات مهارة التفاعل الإجتماعي ، حيث أن الطفل المنسحب إجتماعيًا بحاجة إلى وسائل وأساليب يكون هدفها هو تنمية التفاعل الإجتماعي وللتأكيد على ذلك قامت الباحثة بسؤال معلمات الروضة الآخريات في نطاق عمل الباحثة تبين أن هناك فعلأً قصور في طرق أو وسائل أو برامج يمكن أن تستعين بها معلمات الروضة لمساعدة الطفل علي الخروج من هذه المشكلة السلوكية . وقد قامت الباحثة أيضًا بعمل إستبانة إستطلاعية على مستوى الإدارة التعليمية التابعة لها ، لمعرفة رأي معلمات الروضات علي نطاق الإدارة التعليمية في وجود طرق وأساليب تتبعها معلمات الروضة لمعالجة هذة المشكلة ، تبين من نتائج الإستبانة: وجود قصور في الطرق والأساليب المُعدة خصيصًا لعلاج مشكله الإنسحاب عند الاطفال ، وإنما يكون عبارة عن جهد ذاتى من المعلمة من خلال إشراكها الطفل المنسحب في نشاط أو إثنين على الأكثر مع بقية زملائه وفقط دون أن يتم معالجته بصورة مكثفة وبتركيز أكثر على مشكلة الإنسحاب لديه .