صورة المرأة في روايتي "القرمزي المفقود" لإينتشي فوميكو" و"أنا أحيا" لليلى بعلبكي دراسة مقارنة

Abstract

يندرج موضوع البحث ضمن الدراسات المقارنة التطبيقية التي تسعى للبحث عن علاقات الآداب العالمية المختلفة من خلال دراسة نوع فني مهم هو "السرد النسوي". ويكتسب البحث أهميته من المقارنة بين عملين أدبيين أحدهما ينتمي إلى الأدب الياباني والآخر للأدب العربي، رواية "القرمزي المفقود" (1956)، للكاتبة اليابانية إينتشي فوميكو (1905- 1989)، ورواية "أنا أحيا" (1958) للكاتبة اللبنانية ليلى بعلبكي (1936-) واتخاذ "صوة المرأة" محورا لهذه المقارنة. وتهدف المقارنة إلى رصد أوجه التشابه والاختلاف فى معالم الرؤية وخصائص التشكيل الفني للشخصية فى روايتين تنتميان إلى "الأدب النسوي". تناول البحث تحليل "صورة المرأة" على المستوى الوصفي، وذلك بتوضيح أبعاد التشكيل الفني لصورة المرأة، وهي مكونات بناء شخصية "المرأة" فى الروايتين، بتحليل أبعاد الشخصية، وهي "البعد الحسي، والنفسي، والاجتماعي والفكري". وإبراز التقنيات السردية المتعددة التي وظفتها الأديبتان لتصوير شخصياتها النسائية. وعلى الرغم من اختلاف السياق الثقافي والحضاري الذي تنتمي إليه الأديبتان، واختلاف الرؤية الفنية التي تناولتا بها "صورة المرأة"، فإنه بالبحث والتحليل، توصلت الدراسة لوجود تشابه كبير فى تصوير أبعاد الشخصيات النسائية فى الروايتين. حيث ركزت الكاتبتان على تصوير البعدين النفسي والفكري للشخصية الرئيسة. وصورتا البعد الفكري عبر الحوار، في حين صورتا البعد النفسي عبر تقنية تيار الوعي. وصورتا الجانب الحسي والاجتماعي للشخصيات الثانوية. وبتحليل النماذج الإنسانية للشخصيات النسائية الممثلة لصورة المرأة فى الروايتين استخلص البحث أن رواية "القرمزي المفقود" تحوي سبعة نماذج إنسانية لصورة المرأة (نموذج كاتبة المسرح، والجدة، والفتيات الماركسيات، والزوجة، والفتاة المدللة، والخليلة، والخاطبة). تعكس النماذج الإنسانية منظور الكاتبة المتمثل في الرؤية الأنثوية للذات والعالم وهو المنظور المهيمن فى رواية "القرمزي المفقود"، كما أنه المنظور السائد فى الأدب النسوي الياباني. حيث تحرص الكاتبة اليابانية على اكتشاف أعماق وعيها وما وراءه من لاوعي فردي وجمعي، واكتشاف تفاصيل السياق الثقافي العميق المشكل لهذا الوعي. بينما يهيمن منظور نقد الثقافة الأبوية على الرؤية الإبداعية فى رواية "أنا أحيا".