تنمية إدارة الذات لتحسين التفاعل الاجتماعي وتحقيق الإستقلالية لدى الأطفال ضعاف السمع

Abstract

يشهد الوقت الراهن اهتماماً ملحوظـًا في الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة بوجه عام وبأساليب التدريب والتأهيل في النواحي الاجتماعية والتربوية والصحية ومختلف جوانب النمو لديهم، ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع بشكل مستقل بوجه خاص. ويعزى هذا الاهتمام بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بصفة عامة، وذوي الاعاقة السمعية بصفة خاصة إلى أن الكائن البشري يعتمد اعتمادا جوهريا على حواسه في التعامل مع البيئة المحيطة به. فمن خلالها تأتيه الاحساسات المختلفة التي تشكل خبراته. وبالتالي فان افتقاد حاسه من هذه الحواس ولو بشكل جزئي من شأنه أن يؤثر على شخصية الفرد، والمعلومات التي يستقبلها من خلالها . وينتاب كثير من الآباء والأمهات الذين يولد لهم طفل معاق سمعياً الشعور بالحزن، والغضب، وعدم الرضا، والرفض، والخجل من وجود هذا الطفل، ويبدأ الشعور بالذنب يتسلل إليهم، ويعتبرون أن إصابة ابنهم بالاعاقة السمعية نوع من العقاب على ذنب اقترفوه من قبل، وتزداد الأمور سوءاً عندما يفشل الوالدان في التواصل مع طفلهم الصغير، حيث تتعالى صرخاته، ويفشلان في فهم سبب تلك الصرخات، وعندما ينمو الطفل يجد صعوبة في التعبير عن مشاعره وأفكاره، الأمر الذي يؤثر على معدل نموه الاجتماعي،والنفسي، والعقلي، واللغوي. وقد يميل ضعيف السمع إلى البعد عن أقرانه العاديين نتيجة فقده الحس الاجتماعي والتواصل بينه وبينهم. وهذا يؤدي بدوره إلى بعض أنماط التفاعل الاجتماعي السلبية مثل الانطواء والانسحاب والعزله. وعلى النقيض نجد أن الأصم وضعيف السمع ينخرطا مع بعضهما البعض بشكل طبيعي. لذا فإن ضعف مهارات التواصل لدى ضعاف السمع، وما قد ينتج عنه من خلل وقصور في التفاعل الاجتماعي قد يعرضهم إلى خبرات عدم نجاح متعددة تشعرهم دائما بالاحباط وتقودهم إلى بعض مظاهر السلوك الاعتمادي وضعف التفاعل الاجتماعي وعدم القدرة على ضبط النفس . وهناك عديد من البحوث والدراسات في مجال الإعاقة السمعية تصدت لإعداد بعض من البرامج التي تهدف إلى تطوير سلوك الأطفال ذوي الإعاقة السمعية، والتي تباينت في محتواها ما بين برامج تهدف إلى الحد من أنماط السلوك غير الملائمة مثل السلوك العدواني، والسلوك الانسحابي، أو إيذاء الذات...وغيرها. و برامج أخرى اتخذت من تنمية أنماط السلوك التكيفي هدفًا لها مثل التدريب على التفاعل الاجتماعي، والتدريب على الاستقلالية وتنمية ادارة الذات...وغيرها.