جدلية العلاقة بين العقل والجنون عند ديكارت و فوكو دراسة نقدية فى الكوجيتو المعاصر

Abstract

لقد تناولت موضوع الجنون وعلاقته بالمرض العقلى وذلك عن طريق تناول الملامح العامة لتاريخ الجنون فى الثقافة الغربية والمعالجات التى تمت لها عبر العصور المختلفة بدءا من عصر النهضة ومرورا بالعصر الكلاسيكى حتى العصر الحديث حيث يعتبر كتاب تاريخ الجنون فى العصر الكلاسيكى من أهم أعمال ميشيل فوكو ليس فقط فى تناول تاريخ التعامل مع الجنون بل لأنه يطرح لأول مرة فكرته الأساسية حول العلاقة بين السلطة والمعرفة بالاضافة الى دراسة تشكل الخطاب النفسى وعلاقة ذلك بالتعامل مع الجنون داخل المؤسسات المختلفة بداية من الحجز الكبير وحتى المصحة النفسية كما تناولت الكيفية التى عالج بها كتاب تاريخ الجنون الانقسام بين العقل والجنون وفتح أسلوب الحوار فى اشكالية العلاقة بينهما فى مجال الفلسفة الحديثة والمعاصرة من أجل الكشف عن الجانب الغامض للانسان ألا وهو الجنون . ويتبين مما سبق أن هدفنا المحورى من هذه الدراسة يكمن فى محاولة الاجابة عن التساؤل التالى :الى أى مدى تكشف قراءة فوكو للجنون عند ديكارت عن تأرجحه بين التصور التاريخى له فى اطار علاقة السلطة بالمعرفة والبحث عن ماهية الجنون فى اطار استبعاده وقمعه من قبل العقل وهو ما يتبدى فى العصر الكلاسيكى كاستبعاد له بوصفه لاعقل وفى القرن التاسع عشر من خلال ادراجه للصمت وموضعته عن طريق الطب النفسى . وبطبيعة الحال لكى يتضح لنا الكيفية التى عالج بها كتاب تاريخ الجنون الانقسام بين العقل والجنون كان لزاما علينا أن نخصص الفصل الأول لنعرض بشكل موجز التصور الديكارتى للجنون لننطلق بعد ذلك لعرض التقابل بين الجنون فى عصر النهضة والعصر الكلاسيكى ومن هنا جاء تقسيمنا لفصول البحث على النحو التالى: _الفصل الأول بعنوان (التصور الديكارتى للجنون ) ولقد أثرنا فى هذا الفصل ان نعرض الطرق المختلفة لتناول الجنون والكوجيتو عند ديكارت كما تناولنا الثنائية الديكارتية للتصور الحديث عن الجنون ثم اختتمنا هذا الفصل بتناول التصور الآلى للطبيعة والجسد عند ديكارت .