المكـــان فـى روايــــات الفقيــــه " دراسة فى نماذج مختارة "
أريج محمد طيب خطــاب;
Abstract
أسباب اختيار الموضوع وأهميته:
تكتسب هذه الدراسة أهميتها من كونها تحاول - وفق منهج نقدي حديث - أن تعالج موضوعًا تعددت فيه الآراء، وتنوعت فيه وجهات النظر، وما زال حتى يومنا هذا يستقطب الباحثين العرب والأجانب، وأعني بهذا الموضوع المكان الذى أصبح يزخر بفاعلية ملحوظة في الرواية الحديثة، كذلك فإنها تستمد أهميتها من مقارنة نص روائي توفرت فيه عدد من الشروط الفنية التي تمكن الباحثة من اختبار أدواتها البحثية المتمثلة في التقنيات الإجرائية للنظرية البنيوية لتحقق ما تطمح إليه هذه الدراسة من إلقاء الضوء على ما وصلت إليه الرواية العربية في ليبيا من تطورٍ عام، وما أحرزته هذه الروايات من نجاحٍ في توظيفها لعنصر المكان توظيفًا خاصًّا أخرجه - كما سنرى - من حالة السكون والحيادية البليدة إلى حركة فاعلة في بقية العناصر ومتفاعلة معها.
أما عن سبب اختيارى لهذا الموضوع فيمكن تلخيصه في النقاط التالية:
1- الرغبة في المساهمة في وضع الرواية العربية في ليبيا في مكانها من خارطة الرواية العربية بما تحمله من قيم موضوعية وفنية.
2- المساهمة في دراسة موضوعٍ عامٍ مازال يحتاج إلى البحث والتطوير على الرغم من كثرة العقول الفذَّة - الأجنبية والعربية - التي خاضت فيه.
3- تدقيق وتجديد أو ترجيح مفهوم معين للفضاء المكاني يغني عن فوضى المصطلحات المتعددة التي تطرحها الساحات الأدبية العربية اليوم.
4- محاولة معرفة القيم الفنية للمكان بوصفه عنصرًا بنائيًّا في الرواية من خلال تعالقه مع مكوناتها الأخرى.
منهج الدراسة:
إن هذه الدراسة - وهي تسعى إلى قراءة علمية واعية كمكون من مكونات الشكل الروائي وهو المكان - تأخذ في الاعتبار موقع المكان في الرواية الحديثة وما يحمله من دلالات نفسية وشعورية تسهم - إلى حدٍّ كبيرٍ- في بناء العمل الروائي من ناحية، ومدركة أن الرواية بنيةٌ متماسكةٌ تتشابك وتتلاحم عناصرها جميعها من ناحيةٍ أخرى، مما يعني أن دراسة المكان في الرواية لا تعني عَزْله عن بقية العناصر الداخلة في تكوينها.
إن هذه الدراسة تحاول أن تتسلَّح بالمعرفة النظرية للنظرية البنيويَّة الشكلية لكي تنتقل إلى مجال التحليل البنيوي الممنهج، هادفةً - من وراء ذلك - إلى الإحاطة بالنواحي الجمالية والأهداف الفنية التي تجسدها روايات الفقيه بوصفها بناءً فنيًّا متكاملاً قائمًا بذاته.
وتحقيقًا لهذه الغاية ـ فإن الباحثة ترى أن البنيوية الشكلية أنسب المناهج النقدية لإنجاز هذه الدراسة بوصفها أسلوبًا في العمل ومنهجًا لبناء النماذج والتصورات التي تهتم بالنص ولا شيء خارج النص.
محتويات الدراسة:
توزَّعت هذه الرسالة على أربعة فصول، تضمَّن الفصل الأول منها الأبعاد والثُنائيَّات مُعتمدًا على "قضايا المكان الروائي في الأدب المعاصر" لصلاح صالح وكتاب "المكان في السرد العربي" لمصطفى الضبع، شمل هذا الفصل الأبعاد المكانية: البعد النفسي الاجتماعي التاريخي (أدنبرا لندن القبائل الجرمانية)، البعد الفيزيائي (تأثير الإشعاع الشمسي، الأصوات والروائح)، البعد الهندسي، البعد العجائبي، البعد الديني (التصوف – البوذية - الصيام)، البعد السياسي (النظام الاشتراكي في مَن يستحقه المطلب، جنوب لبنان)، والبعد المكاني، البعد التحرري، البعد الجنسي، وأخيرًا الترفيهي العبثي للمكان.
أما الثُنائيَّات فتنقسم إلى التقابلات المثنوية والتقاطع تشمل التقابلات المثنوية (الظاهر- المتوازي)، (الداخل والخارج)، (الواقعي والخيالي)، بينما يشمل التقاطع (السطح والعمق)، (الحركة والسكون)، (الحياة والجماد)، (الواقعي والخيالي)، وطبقت هذه المفاهيم على روايتي "هذه تخوم مملكتي"، "وسأهبك مدينة أخرى" للروائي أحمد إبراهيم الفقيه؛ إذ وجدت في هاتين الروايتين تربة خصبة لتطبيق هذه المفاهيم.
وفي الفصل الثاني من الدراسة اعتمدتُ على كتاب "جماليات المكان" لغاستون باشلار، وكتاب "المكان في الرواية العربية" لعبد الصمد زايد، تضمَّن هذا الفصل مقدمة عن جماليات المكان، ثم عن أنماط المكان، موضحة الفرق بين أنماط المكان وأبعاده التي شملها الفصل الأول، معتمدة في تحديد أنماط المكان على تقسيم عبد الصمد زايد: المكان المرفوض، المكان المنشود، المكان الملاذ، ووجدت في رواية "نفق تضيئه امرأة واحدة" القالب التطبيقي المناسب لها.
أما الفصل الثالث من الدراسة فشمل الوصف عبر الرؤى السرديَّة، مبتدئًا بالتعريف بالوصف وأهميته ووظائفه وأنواعه، مرورًا بعلاقة الوصف بالحركة (حركة المكان، حركة الوصف في المكان، حركة المتلقي في المكان)، وصولاً إلى الوصف عبر الرؤى السردية لجون بويون التي اكتفيت باثنتين منها هما (الرؤية من الخلف، الرؤية مع)؛ لاتفاقهما مع الاتجاه الروائي الذى ينهجه هذا الفصل، مُضيفًا إليها وصف الأشياء حسب ما كتبته سيزا قاسم في بناء الرواية، وقد اعتمدت في هذا الفصل على عدة مراجع، منها: "بناء الرواية" لسيزا قاسم، وكتاب "السرد العربي" لسعيد يقطين، و"بنية النص الروائي" للحميداني، وكانت الرواية المختارة في هذا الفصل "حقول الرماد"؛ لما فيها من حركات متنوعة ورؤى متعددة وأشياء ذات إشارات ورموز ودلالات.
وفي الفصل الرابع من الدراسة اعتمدت كتابي "خطاب الحكاية" جيرار جينيت، و"أساليب السرد" للناقد العربي صلاح فضل في تطبيق مفاهيمها عن الإيقاع وعن المُفارقات الزمنية: الاسترجاع والاستباق بأنواعهما وتفاصيلهما وأقسامهما، واستعنت بالثاني في دراسة المدة (الوقفة، الاختصار، المشهد)، وأسقطت منها الحذف؛ لخلو هذه الرواية - فيما أرى - منه، وكانت رواية "فئران بلا جحور" في امتدادها الزمني (الاستباقي والاسترجاعي) البعيد والقريب ووقفاتها الطويلة وومضاتها السريعة نموذجًا لينًا لتطبيق المفاهيم التي احتواها المرجعان.
تكتسب هذه الدراسة أهميتها من كونها تحاول - وفق منهج نقدي حديث - أن تعالج موضوعًا تعددت فيه الآراء، وتنوعت فيه وجهات النظر، وما زال حتى يومنا هذا يستقطب الباحثين العرب والأجانب، وأعني بهذا الموضوع المكان الذى أصبح يزخر بفاعلية ملحوظة في الرواية الحديثة، كذلك فإنها تستمد أهميتها من مقارنة نص روائي توفرت فيه عدد من الشروط الفنية التي تمكن الباحثة من اختبار أدواتها البحثية المتمثلة في التقنيات الإجرائية للنظرية البنيوية لتحقق ما تطمح إليه هذه الدراسة من إلقاء الضوء على ما وصلت إليه الرواية العربية في ليبيا من تطورٍ عام، وما أحرزته هذه الروايات من نجاحٍ في توظيفها لعنصر المكان توظيفًا خاصًّا أخرجه - كما سنرى - من حالة السكون والحيادية البليدة إلى حركة فاعلة في بقية العناصر ومتفاعلة معها.
أما عن سبب اختيارى لهذا الموضوع فيمكن تلخيصه في النقاط التالية:
1- الرغبة في المساهمة في وضع الرواية العربية في ليبيا في مكانها من خارطة الرواية العربية بما تحمله من قيم موضوعية وفنية.
2- المساهمة في دراسة موضوعٍ عامٍ مازال يحتاج إلى البحث والتطوير على الرغم من كثرة العقول الفذَّة - الأجنبية والعربية - التي خاضت فيه.
3- تدقيق وتجديد أو ترجيح مفهوم معين للفضاء المكاني يغني عن فوضى المصطلحات المتعددة التي تطرحها الساحات الأدبية العربية اليوم.
4- محاولة معرفة القيم الفنية للمكان بوصفه عنصرًا بنائيًّا في الرواية من خلال تعالقه مع مكوناتها الأخرى.
منهج الدراسة:
إن هذه الدراسة - وهي تسعى إلى قراءة علمية واعية كمكون من مكونات الشكل الروائي وهو المكان - تأخذ في الاعتبار موقع المكان في الرواية الحديثة وما يحمله من دلالات نفسية وشعورية تسهم - إلى حدٍّ كبيرٍ- في بناء العمل الروائي من ناحية، ومدركة أن الرواية بنيةٌ متماسكةٌ تتشابك وتتلاحم عناصرها جميعها من ناحيةٍ أخرى، مما يعني أن دراسة المكان في الرواية لا تعني عَزْله عن بقية العناصر الداخلة في تكوينها.
إن هذه الدراسة تحاول أن تتسلَّح بالمعرفة النظرية للنظرية البنيويَّة الشكلية لكي تنتقل إلى مجال التحليل البنيوي الممنهج، هادفةً - من وراء ذلك - إلى الإحاطة بالنواحي الجمالية والأهداف الفنية التي تجسدها روايات الفقيه بوصفها بناءً فنيًّا متكاملاً قائمًا بذاته.
وتحقيقًا لهذه الغاية ـ فإن الباحثة ترى أن البنيوية الشكلية أنسب المناهج النقدية لإنجاز هذه الدراسة بوصفها أسلوبًا في العمل ومنهجًا لبناء النماذج والتصورات التي تهتم بالنص ولا شيء خارج النص.
محتويات الدراسة:
توزَّعت هذه الرسالة على أربعة فصول، تضمَّن الفصل الأول منها الأبعاد والثُنائيَّات مُعتمدًا على "قضايا المكان الروائي في الأدب المعاصر" لصلاح صالح وكتاب "المكان في السرد العربي" لمصطفى الضبع، شمل هذا الفصل الأبعاد المكانية: البعد النفسي الاجتماعي التاريخي (أدنبرا لندن القبائل الجرمانية)، البعد الفيزيائي (تأثير الإشعاع الشمسي، الأصوات والروائح)، البعد الهندسي، البعد العجائبي، البعد الديني (التصوف – البوذية - الصيام)، البعد السياسي (النظام الاشتراكي في مَن يستحقه المطلب، جنوب لبنان)، والبعد المكاني، البعد التحرري، البعد الجنسي، وأخيرًا الترفيهي العبثي للمكان.
أما الثُنائيَّات فتنقسم إلى التقابلات المثنوية والتقاطع تشمل التقابلات المثنوية (الظاهر- المتوازي)، (الداخل والخارج)، (الواقعي والخيالي)، بينما يشمل التقاطع (السطح والعمق)، (الحركة والسكون)، (الحياة والجماد)، (الواقعي والخيالي)، وطبقت هذه المفاهيم على روايتي "هذه تخوم مملكتي"، "وسأهبك مدينة أخرى" للروائي أحمد إبراهيم الفقيه؛ إذ وجدت في هاتين الروايتين تربة خصبة لتطبيق هذه المفاهيم.
وفي الفصل الثاني من الدراسة اعتمدتُ على كتاب "جماليات المكان" لغاستون باشلار، وكتاب "المكان في الرواية العربية" لعبد الصمد زايد، تضمَّن هذا الفصل مقدمة عن جماليات المكان، ثم عن أنماط المكان، موضحة الفرق بين أنماط المكان وأبعاده التي شملها الفصل الأول، معتمدة في تحديد أنماط المكان على تقسيم عبد الصمد زايد: المكان المرفوض، المكان المنشود، المكان الملاذ، ووجدت في رواية "نفق تضيئه امرأة واحدة" القالب التطبيقي المناسب لها.
أما الفصل الثالث من الدراسة فشمل الوصف عبر الرؤى السرديَّة، مبتدئًا بالتعريف بالوصف وأهميته ووظائفه وأنواعه، مرورًا بعلاقة الوصف بالحركة (حركة المكان، حركة الوصف في المكان، حركة المتلقي في المكان)، وصولاً إلى الوصف عبر الرؤى السردية لجون بويون التي اكتفيت باثنتين منها هما (الرؤية من الخلف، الرؤية مع)؛ لاتفاقهما مع الاتجاه الروائي الذى ينهجه هذا الفصل، مُضيفًا إليها وصف الأشياء حسب ما كتبته سيزا قاسم في بناء الرواية، وقد اعتمدت في هذا الفصل على عدة مراجع، منها: "بناء الرواية" لسيزا قاسم، وكتاب "السرد العربي" لسعيد يقطين، و"بنية النص الروائي" للحميداني، وكانت الرواية المختارة في هذا الفصل "حقول الرماد"؛ لما فيها من حركات متنوعة ورؤى متعددة وأشياء ذات إشارات ورموز ودلالات.
وفي الفصل الرابع من الدراسة اعتمدت كتابي "خطاب الحكاية" جيرار جينيت، و"أساليب السرد" للناقد العربي صلاح فضل في تطبيق مفاهيمها عن الإيقاع وعن المُفارقات الزمنية: الاسترجاع والاستباق بأنواعهما وتفاصيلهما وأقسامهما، واستعنت بالثاني في دراسة المدة (الوقفة، الاختصار، المشهد)، وأسقطت منها الحذف؛ لخلو هذه الرواية - فيما أرى - منه، وكانت رواية "فئران بلا جحور" في امتدادها الزمني (الاستباقي والاسترجاعي) البعيد والقريب ووقفاتها الطويلة وومضاتها السريعة نموذجًا لينًا لتطبيق المفاهيم التي احتواها المرجعان.
Other data
| Title | المكـــان فـى روايــــات الفقيــــه " دراسة فى نماذج مختارة " | Other Titles | The place in the novels of Al Fakih (Study through Selected Models) | Authors | أريج محمد طيب خطــاب | Issue Date | 2016 |
Attached Files
| File | Size | Format | |
|---|---|---|---|
| G11125.pdf | 992.74 kB | Adobe PDF | View/Open |
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.