اتجاهات الجمهور والنخبة المصرية نحو المعالجة الإعلامية لانتخابات الرئاسة فى مص

Abstract

تشكل الانتخابات الرئاسية فى مصر، نقطة عبور أساسية للمجتمع المصرى باتجاه تحقيق آماله فى خلق نموذج للتحول إلى المجتمع الديمقراطى الحر، وبناء دولته المدنية العصرية التى تعتمد على أسس المواطنة والمساواة وضمان تكافؤ الفرص ، كما تمثل الانتخابات مؤشرًا هامًّا على مستويات الحراكين الثورى والإصلاحى فى مجمل الوطن العربى الذى تراهن شعوبه على ما ستشكله التجربة الانتخابية المصرية ؛ حيث تمثل هذه الانتخابات مرآة لمستوى التطور الديمقراطى الذى سوف يحدث فى البلاد، بالإضافة إلى استعادة مصر دورها على المستوى الإقليمى. من ناحية أخرى ، تعد الانتخابات فى البلدان الديمقراطية هى الآلية التى يتمكن بها الجماهير من محاسبة الحكومات التى أعطتها الثقة من خلال تنفيذ وعودها الانتخابية وتلبية رغبات الشعب المجتمعية . أما فى الدول شبه الديمقراطية ، فلا تعدو الانتخابات سوى ديكور يجمل الشكل الديمقراطى لأنظمة سلطوية . وتعتبر الانتخابات فى تلك البلدان امتثالاً شكليًّا للمعايير الدولية فيما يتعلق بحق الشعب فى اختيار حكامه . وهذا التوصيف ينطبق بنسبة كبيرة على ما كان يحدث فى مصر من انتخابات على كافة المستويات ؛ فلابد من تفعيل عملية الانتخابات التى تمثل دورًا هامًّا فى دفع البلدان نحو التقدم على كافة الأصعدة . فى هذا الإطار، يلعب الإعلام دورًا رئيسًا فى مجمل مراحل العملية الانتخابية . ويتمثل هذا الدور فى مستوى تنوع وتوازن التغطية الإعلامية للأطراف المتنافسة فى الانتخابات ، وتوعية الناخبين بأهمية دورهم بحثهم على المشاركة فى العملية الانتخابية واختيار المرشح المناسب فى صناديق الاقتراع ، بالإضافة إلى مساعدتهم على الإلمام بأفكار وبرامج المرشحين والتعبير عن وجهة نظرهم عن كل ما يتعلق بالعملية الانتخابية ، دون تدخل ولااحتكار يفسد تنوع وتعدد الرسالة الإعلامية . فى هذا السياق ، تشكل الانتخابات فرصة تنافسية لإظهار المهنية والحرية المسئولة التى تلتزم بها المؤسسات الإعلامية والصحفية ليقبل عليهم المرشحون والناخبون ؛ وذلك من خلال مراقبة وسائل الإعلام أداءَ الجهاز الانتخابى وأجهزة القانون لضمان نزاهة الانتخابات ، ومراقبة الأحزاب السياسية والمرشحين لكشف الأساليب غير القانونية وغير الأخلاقية أثناء الحملات الانتخابية واقتراع المواطنين يوم الانتخابات.