استراتيجية مقترحة للإصلاح المدرسي بمرحلة التعليم الثانوي بفلسطين في ضوء اقتصاد المعرفة

Abstract

إن ما يشهده العالم من تطورات تكنولوجية ومعلوماتية يدلي بظلاله على الحياة بكافة مناحيها عامةً، والنظام التعليمي خاصةً، وما يواكب ذلك من تقدم علمي وانفجار معرفي مما جعل الكثير من القائمين على هذا النظام أن يكونوا أكثر اهتماماً من خلال السعي الجاد نحو التطوير والتجديد والتغيير في الأنظمة التربوية لمواكبة المستجدات التربوية، ومن أهم هذه الأنظمة عملية الإصلاح المدرسي إذ يعتبر على قدر واسع من الأهمية لما يشكل الأساس المتين الذي يبنى عليه إعداد الإنسان المواكب لكل ما يحدث من تطورات وتغييرات في هذا العالم الذي نعيشه اليوم. فقد أصبحت الحاجة إلى الإصلاح المدرسي ضرورة ملحة في يومنا هذا أكثر من ذي قبل، فإذا كان المهتمون بقضايا التعليم يسعون إلى هذا الإصلاح والتطوير في السنوات الماضية بهدف الارتقاء به، ففي هذه الأيام أصبح السعي ضرورياً وحتمياً، وحان الوقت الذي تنتقل فيه محاولات الإصلاح والتطوير من الأفكار النظرية إلى التطبيق العملي والفعلي. ومع مرور العالم في السنوات الأخيرة بتغيرات متسارعة في المؤسسات المختلفة في عصرنا الحديث بشكل عام، والمؤسسات التربوية بمدارسها بشكل خاص حيث ظهر بما يعرف عصر اقتصاد المعرفة وذلك بفعل الثورة العلمية والتكنولوجية المعلوماتية، والتي توجت أخيراً بالثورة المعرفية، حيث اعتبرت المعرفة هي الأساس الذي يبنى عليه الاقتصاد العالمي الحديث. لذلك يجدر بنا القول أن إصلاح النظام التعليمي في فلسطين بشكل عام، والإصلاح المدرسي بالتعليم الثانوي بشكل خاص لا يمكن أن يتم إلا من خلال بناء مجتمع مدرسي متكامل قائم على اقتصاد المعرفة من خلال تطوير عملية الإصلاح المدرسي بمرحلة التعليم الثانوي بفلسطين في ضوء اقتصاد المعرفة والذي يشتمل على : أولاً عملية التمكين الإداري المتمثل في تقاسم وتشاركية المعرفة، وثانياً المدرسة الإلكترونية المتمثل في نشر واكتساب وتنظيم وخزن المعرفة، وثالثاً إنتاج المعرفة المتمثل في توليد المعرفة، ورابعاً المواءمة مع سوق العمل المتمثل في تطبيق المعرفة، وخامساً المدرسة دائمة التعلم المتمثل في تطوير المعرفة ونموها، وسادساً التعلم للكينونة والتعايش مع الآخرين، وأخيراً المدرسة المجتمعية المتمثل في نشر المعرفة، ليتم من خلال ذلك تقديم استراتيجية مقترحة للإصلاح المدرسي بمرحلة التعليم الثانوي بفلسطين في ضوء اقتصاد المعرفة.