فعالية برنامج إرشادي لتنمية التوكيدية لخفض الألكسيثميا لدى عينة من المراهقات الكفيفات

/ هدى سلمي مطير سلامة;

Abstract


تعد المشاعر والأحاسيس هي انعكاس صورة الأحداث والأشخاص على لوحة نفس الإنسان، حيث يواجه ما يسره وما يحزنه، ومن يرتاح إليه وما يزعجه وما يغضبه، هذه الانطباعات تترجمها المشاعر والأحاسيس والتي تظهر على قسمات وجه الإنسان، وعبر أحاديثه وكلامه، وفي الحالة السوية يفصح الإنسان عن مشاعره تجاه الأشخاص والأحداث مما يجعله أكثر حيوية وتفاعلاً مع الحياة ويجدد نشاطه النفسي والعاطفي وينظم علاقته بمن حوله.
أما الأفراد الذين يعانون من ضعف القدرة على التعبير عن مشاعرهم (مصابة الألكسيثميا)، فهم يعانون من صعوبات ذاتية واجتماعية قد تؤثر على قدراتهم على التعامل مع مواقف الحياة المختلفة، وقدرتهم على التواصل الفعال.
فإن عدم القدرة على التعبير عن المشاعر أو كبتها أو الصراع حول التعبير عنها يرتبط بالعديد من المشكلات النفسية وله آثاره المرضية على الصحة النفسية والجسمية، بينما يرتبط شعور الفرد بالصحة النفسية والجسمية بالتعبير عن المشاعر.
والمعاقون تصدر عنهم انفعالات مختلفة تتمثل في الشعور بفقدان الأمل والاضطراب، وفقدان الثقة، والشعور بعدم الفاعلية، والشعور بالخوف والخجل والقلق. (Mylourgh,L. N. et-al., 2005: 393)
والمراهق المعاق بصرياً من جراء حالة العجز البصري التي يعيش في إطارها يجد نفسه وقد أصابها قدراً من التوتر النفسي والضيق، إذ ليس لدية القدرة على الاتصال بالعالم الخارجي المحيط بما يحتوي من متغيرات اجتماعية وانفعالية متعددة بالإضافة إلى عدم قدرته على الاندماج مع أقرانه المبصرين لأنه يشعر أنه أقل منهم في أشياء كثيرة، وبالتالي يجد صعوبة في وصف مشاعره تجاه الآخرين وتجاه نفسه لأن الإعاقة تخلق شعوراً لدى المراهق الكفيف بعدم الثقة بالنفس، وذلك بالإضافة إلى أن كف البصر يخلق في داخل الكفيف حالة من العزلة الاجتماعية، بحيث لا يستطيع التفاعل مع المحيطين به ولا مع البيئة الخارجية بكل متغيراتها. (هدى سلمي مطير، 2009: 121).
ولذا يجب علينا الاهتمام بالحالة النفسية للكفيف المراهق، والعمل على تحسين حالته المزاجية، وتنمية قدرته على التعبير عن مشاعره مما يجعله أكثر حيوية، ويجدد نشاطه النفسي والعاطفي، وينظم علاقته بمن حوله.
مشكلة الدراسة:
تمثل الألكسيثميا صعوبة في إدراك وتشغيل المعلومات الوجدانية، ويلعب هذا التشغيل دوراً هاماً في الاستجابة للمواقف الاجتماعية خاصة أن الدراسات العربية قد خلت من الاهتمام بهذا المفهوم على الرغم من الاهتمام المتزايد به عالمياً، وعلى الرغم من أهميته في المجال الاكلينيكي لارتباطه بالعديد من الاضطرابات النفسية والسيكوسوماتية والشكاوى الجسمية غير محددة السبب، وخاصة على هذه التي تقف الإعاقة البصرية حائلاً بين الشخص وتحقيقه للتكيف الاجتماعي، ومع وجود ضعف في القدرة على التعبير عن المشاعر (الألكسيثميا) لدى المعاق بصرياً، فإن الأمر سيصبح أكثر خطورة وتتفاقم المشكلة ليصبح الحل فيها أمر غاية في الصعوبة.
وحول التدريب التوكيدي فإن الأفراد الذين يعجزون عن التعبير عن مشاعرهم السلبية في المواقف التي تستوجب ذلك يعانون من تدني في توكيد الذات، وينتج عن ذلك عادة بعض الآثار السلبية كأن يزداد إحساسهم بالوحدة والشعور بالقلق.
وهم غالباً يتخذون إجراءات متطرفة ليتجنبوا قلقهم على شكل سلوك غير مؤكد.
ويعتبر التدريب التوكيدي وسيلة ضرورية لحمايتهم من أن يكونوا ضحايا كمثل تلك المحاولات السلبية حيث يعد التدريب التوكيدي من أفضل برامج حماية الذات التي تهدف إلى تعديل معارف وسلوك الأفراد، وتدريبهم على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم وآرائهم والدفاع عن حقوقهم ومواجهة من يستغلونهم بطريقة ملائمة دون ما انتهاك لحقوقهم. (فرج، 1998: 201).
ولذا فإن هناك ضرورة إلى التدخل التجريبي بتصميم برامج إرشادية لدى المراهقين المكفوفين لزيادة درجة توكيد الذات لديهم، وخفض درجة الألكسيثميا.
ومما سبق يمكن تحديد مشكلة الدراسة الحالية في محاولة الإجابة عن التساؤل التالي:
هل يؤديبرنامج إرشادي إلى خفض مستوى الألكسيثميا لدى عينة من المراهقات الكفيفات؟
وينبثق من هذا التساؤل الرئيسي عدة تساؤلات:
1-هل هناك فروق إحصائية بين المجموعة الضابطة والتجريبية في مستوى الألكسيثميا بعد تطبيق لتنمية التوكيدية؟
2-هل هناك فروق بين أفراد المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي في مستوى الألكسيثميا بعد تطبيق برنامج لتنمية التوكيدية؟
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى ما يلي:
1-إعداد برنامج إرشادي يعتمد على العديد من النظريات والأساليب الإرشادية يعتمد على التوكيدية لخفض الألكسيثميا لدى عينة من المراهقات الكفيفات.
2-التعرف على مدى استمرارية فاعلية البرنامج الإرشادي الذي يعتمد على التوكيدية في خفض الألكسيثميا لدى بعض المراهقات الكفيفات بعد إنهاء وتطبيق البرنامج وأثناء فترة المتابعة.
أهمية الدراسة:
يمكن عرض الأهمية النظرية والتطبيقية للدراسة على النحو التالي:
الأهمية النظرية:
1-أهمية الموضوع الذي تتصدى لدراسته وهو تنمية التوكيدية لدى بعض المراهقات الكفيفات.
2-تتناول الدراسة عدة مفاهيم سلوكية محورية تتمثل في التوكيدية مفهوم إيجابي) والألكسيثميا (مفهوم سلبي) لدى عينة من المراهقات الكفيفات.
3-ندرة البحوث التي تناولت هذه المتغيرات في الدراسات العربية في حدود علم الباحثة.
الأهمية التطبيقية:
1-يمكن أن تساهم نتائج هذه الدراسة في رسم استراتيجيات علاجية وإرشادية للمراهقات الكفيفات.
2-قد تساعد نتائج هذه الدراسة في توجيه أنظار المعلمين والقائمين على رعاية المكفوفين إلى فاعلية التوكيدية في تعديل سلوك المراهقات غير المرغوب فيه وعلاج المشكلات السلوكية.
فروض الدراسة:
بناءاً على ما جاء في الإطار النظري للدراسة، وفي ضوء ما تم عرضه من بحوث ودراسات سابقة، يمكن صياغة فروض الدراسة على النحو التالي: -
1-توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات رتب افراد المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي على مقياس التوكيدية بعد تطبيق البرنامج الإرشادي لصالح المجموعة التجريبية.
2-توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات رتب افراد المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي على مقياس الألكسيثميا بعد تطبيق البرنامج الإرشادي لصالح المجموعة التجريبية.
3-توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب أفراد المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس تأكيد الذات لدى المراهقات الكفيفات لصالح القياس البعدي.
4-توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب أفراد المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس الألكسيثميا لدى المراهقات الكفيفات لصالح القياس البعدي.
5-لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات افراد المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على اختبار تأكيد الذات.
6-لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات افراد المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس الألكسيثميا.
منهج الدراسة:
استخدمت الباحثة في هذه الدراسة المنهج التجريبي Experimental Method انطلاقاً من اعتباره المنهج الذي يتناسب مع طبيعة الدراسة وأهدافها التي تتضمن التحقق من فاعلية برنامج إرشادي يعتمد على التوكيدية لخفض الألكسيثميا لدى بعض المراهقات الكفيفات.
عينة الدراسة:
تكونت عينة الدراسة من (20) مراهقة كفيفة، تم اختيارهم من مدرسة النور والأمل للكفيفات بمصر الجديدة التابعة لإدارة النزهة التعليمية بالقاهرة، وتراوحت أعمارهن ما بين (14-18) سنة، وتم تقسيم أفراد العينة إلى مجموعتين هما: المجموعة التجريبية مكونة من (10) طالبات، والمجموعة الضابطة وهي مكونة من (10) طالبات.
أدوات الدراسة:
وتتضمن أدوات الدراسة ما يلي: -
- مقياس وكسلر بلفيو لذكاء الراشدين والمراهقين (الجزء اللفظي) (إعداد/ لويس مليكه، 1966).
- مقياس المستوى الثقافي الاقتصادي الاجتماعي (إعداد/ محمد البحيري، 2002).
- مقياس تورينتو للألكسيثميا (تعريب وإعداد/ الباحثة).
- اختبار تأكيد الذات (إعداد/ محمد عبد الظاهر الطيب).
- البرنامج الإرشادي التوكيدي (إعداد/ الباحثة).
الأساليب الإحصائية:
استخدمت الباحثة الأساليب الإحصائية التالية:
- اختبار مان ويتني Mann Whitney
- اختبار ويلكوكسون Wilcoxon Test
- معامل ارتباط بيرسون Pearson Correlation
- معامل ألفا كرونباخ Alpha Cronbach
- اختبار (ت) T-test
نتائج الدراسة:
أسفرت الدراسة عن النتائج التالية:
1-توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متوسطات رتب درجات أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي علة مقياس الألكسيثميا بعد تطبيق البرنامج الإرشادي لصالح المجموعة التجريبية.
2-توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متوسطات رتب درجات أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي علة مقياس التوكيدية بعد تطبيق البرنامج الإرشادي لصالح المجموعة التجريبية.
3-وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05) بين متوسطات رتب أفراد المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس تأكيد الذات لدى المراهقات الكفيفات لصالح القياس البعدي.
4-وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05) بين متوسطات رتب أفراد المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس الألكسيثميا لدى المراهقات الكفيفات لصالح القياس البعدي.
5-لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس تأكيد الذات لدى المراهقات الكفيفات، مما يدل على استمرارية فاعلية البرنامج الإرشادي في تنمية التوكيدية لخفض الألكسيثميا لدى أفراد المجموعة التجريبية.
6-لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس الألكسيثميا لدى المراهقات الكفيفات، مما يدل على استمرارية فاعلية البرنامج الإرشادي في تنمية التوكيدية لخفض الألكسيثميا لدى أفراد المجموعة التجريبية.


Other data

Title فعالية برنامج إرشادي لتنمية التوكيدية لخفض الألكسيثميا لدى عينة من المراهقات الكفيفات
Other Titles “The Effectiveness of a Counseling Program for Development of Assertiveness to Reduce Alexithymia among Some of Blind Adolescent Girls”
Authors / هدى سلمي مطير سلامة
Issue Date 2015

Attached Files

File SizeFormat
G5760.pdf1.2 MBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 18 in Shams Scholar
downloads 7 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.