المناطق العشوائية بمدينة طرابلس–ليبيا

Abstract

تطورت مدينة طرابلس ونمت في مساحتها وعدد سكانها منذ استقلال ليبيا سنة 1952م وخروج المستعمر منها، باستقرار السكان الليبيين فيهاواستمرار هجرتهم اليها، إلا أن نمو المدينة كان دائماً يسبق مراحل تخطيطها، وبالتالي فالنمو العمراني يأخذ في أغلبه الشكل العشوائي الذي يصعب على مؤسسات الدولة المختصة تغييره وتطويره بعد وضع المخططات، على الرغم من تطوير بعض المناطق العشوائية في أجزاء من المدينة، خاصة مناطق أكواخ الصفيح التي كانت منتشرة خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضيوالتي تغيرت إلىأحياء للإسكان الشعبي، إلا أن نمو السكان بشكل سريع نتيجة النمو الاقتصادي الذي واكب اكتشاف النفط وتصديره، واستقرار العديد من الأنشطة الاقتصادية وتوفر فرص العمل في المدينة، أدى كل ذلك إلى هجرة أعداد كبيرة من السكان واستقرارهمبمدينة طرابلس، ومن ثم نشأةأحياء ومناطق جديدة للسكن العشوائي، وفي السنوات الأخيرة يلاحظ العديد من هذه المناطق العشوائية التي انتشرت في أطراف المدينة والتي كانت على حساب الأراضي الزراعية، ومنطقة الدراسة (حي الكرامة) تعتبر أحد هذه المناطق العشوائية بالمدينة والتي نمت نمواً كبيراً في السنوات الأخيرة بعيدة عن التخطيط، فعلى الرغم من حداثة مساكنها إلا أنها مفتقدة للعديد من الخدامات سواء كانت خدمات للبنية التحتية أو خدمات اجتماعية . وعلى الرغم من وجود العديد من الدراسات عن مدينة طرابلس إلا أن دراسة المناطق العشوائية بها لم تبحث بالشكل الكافي خاصة من ناحية المشاكل المترتبة على هذا النوع من النمو العمراني، وهذا ما يعطي هذه الدراسة أهميتها . ولقد جاءت هذه الدراسة في أربعة فصول، كان الفصل الأول عن الخصائص الطبيعة لمدينة طرابلس، حيث تمت فيه دراسة التركيب والبناء الجيولوجي للمدينة، ودراسة المناخ بعناصره المختلفة في الفترة من 1979 إلى 2007 م، كما تمت دراسة المياه السطحية والجوفية بالمدينة، إضافة إلى دراسة التربة وأنواعها . أما الفصل الثاني فقد تضمن دراسة الخصائص البشرية للمدينة، من نمو للسكان عبر سنوات مختلفة والذي تجاوز المليون نسمة بحلول سنة 2006 م، إلى دراسة التركيب العمري والنوعي للمدينة وتصنيف لأحياء المدينة المختلفة بناء على هذا التركيب، وكذلك دراسة لهرم السكان ووضع مقارنة بين هرمي السكان لسنتي 1995 و 2006 م، إضافة إلى دراسة الكثافة السكانية للمدينة، وصولاً إلى تحديد مركز الثقل السكاني بها . وتناولالفصل الثالث دراسة استخدامات الأرض بمدينة طرابلس، حيث ثم اعطاء نبذة عن نشأة المدينة وتطورها، ودراسة تطور استخدامات الأرض عبر خطط المدينة المختلفة، ومن بعد دراسة الاستخدامات المختلفة للأرض من استخدام سكني واستخدام للنقل واستخدام صناعي وتجاري وغيرها ....... أما الفصل الرابع فهو دراسة لمنطقة (حي الكرامة) بمدينة طرابلس كمثال للعشوائيات بها، حيث تمت دراسة أسباب ظهور المناطق العشوائية، وكذلك دراسة التطور والنمو العمراني للمنطقة من خلال تحليل مرئيات القمر الصناعي لاند سات للسنوات 1986، 2001، 2014 م، إضافة إلى تحليل استمارة الاستبيان والوصول إلىأهم الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والظروف السكنية بالمنطقة ومعرفة مدى توافر خدمات البنية التحتية والخدمات الاجتماعية بها . ولقد توصلت الدراسة الي مجموعة من النتائج نوجز منها : 1. إن ارتفاع عدد السكان وعدم التقيد بالمخططات العمرانية وضعف المتابعة والرقابة من الجهات المختصة يؤدي إلى نمو عمراني عشوائي بالمدينة . 2. ملكية الاراضي في هذه المناطق خاصة والمساكن بها من النوع الجيد (هذا ما يمكن أن نسميه عشوائية الاغنياء ) . 3. إن هذه المناطق تكاد تنعدم فيها خدمات البنية التحتية إذا ما استثنينا شبكة الكهرباء، مع افتقارها الشديد إلى خدمات البنية الاجتماعية ( التعليم والصحة والأمن ) . هذا وأوصت الدراسة بالاتي : 1. تخطيط المناطق العشوائية وتطويرها، وتخطيط مناطق جديدة معدة مسبقاً للبناء عليها وذلك للحد من ظاهرة البناء العشوائي . 2. الاسراع بتوفير شبكات البنية التحتية بهذه المناطق خاصة شبكة مياه الشرب والصرف الصحي . 3. توفير خدمات البنية الاجتماعية من مدارس ومستشفيات بهذه المناطق إضافة الي توفير مراكز الشرطة والأمن .