فاعلية برنامج معرفى سلوكى في تعديل بعض السلوكيات النفسية والاجتماعية لدي عينة من الأطفال بلا مأوى (دراسة تجريبية)

Abstract

إن ظاهرة الأطفال بلا مأوي فى مصر واحدة من أهم الظواهر الاجتماعية اللافتة للنظر فى العقديين الأخيرين خاصة فى المدن الكبيرة والمتوسطة فى ظل إستمرار التدهور فى الوضع الاقتصادى وزيادة معدل البطاله ، فالغالبية العظمى من الأطفال الذين يدخلون تحت مسمى " الأطفال بلا مأوي " قد أتوا من عائلات تقع تحت خط الفقر المدقع ، هذا الوضع أيضا دفع بعض العائلات إلى الاعتماد على دخل الأطفال العاملين فى تلبية احتياجاتها الأساسية مما أدى إلى زيادة معدل نمو ظاهرة "الباعة الجائلين من الأطفال" فى مصر. وتقترن الأسباب الرئيسية للظاهرة بتفكك الأسرة إما عن طريق موت أحد الأبوين أو كليهما أو الهجر والطلاق ، وكذلك تأتى ظاهرة الهدر والتسرب فى مراحل التعليم الأولى كأحد الأسباب التى أتت بهذه الظاهرة أيضاً قصور المتابعة لها حيث أن أكثر من (50%) من الأطفال بلا مأوي حرموا من التعليم نتاج التسرب حيث إنقطعوا عن الدراسة فى السنوات الاولى من التعليم الاساسى ولم يحصلوا على الشهادة الابتدائية (60%) من الأطفال بلا مأوي يسكنون فى سكن غير لائق لا تتوافر فيه الشروط المناسبة والملائمة لنموهم الطبيعى واكثرهم ما يتقاسم السكن مع أسر آخرى ، فيغيب المأوى اللازم للطفل مما يجعل الشارع المجال البديل فالطفل بلا مأوي عندما ينعزل عن المجتمع يفقد كل الرموز التي كانت حوله، ويفقد صورته الشخصية بالنسبة للمجتمع، ويشعر بأنه مهمش، ولا قيمة له في الدنيا، ويفقد التخطيط للمستقبل، ويتسول في الشوارع بلا هدف، ويفقد علاقته بالمجتمع، ويعيش في جماعات وعصابات تلتزم بأخلاقيات الشارع وتصرفات الجماعات الانحرافية، (فضل محمد ، 2004) ومن ناحية أخرى فقد أكد مشروع المجلس العربي للطفولة والتنمية على ضرورة التصدي لظاهرة الأطفال بلا مأوي عام ( 1999)، و تطوير الخدمات واستحداث نماذج عمل متطورة للتدخل المهني للتصدي المباشر لظاهرة الأطفال بلا مأوي عربيا. وبدأ الاهتمام بهذه الفئة المحرومة يأخذ شكلا أكثر إيجابيه منذ إنشاء المجلس القومي للطفولة والأمومة ليكون مسئولاً عن وضع الخطة الشاملة للطفولة والأمومة في نطاق الخطة العامة للدولة وثم الاعلان عن عام 1989 بأن يكون حتى عام 1999 هو عقداً لحماية الطفل المصري ورعايته إيذانا بمضاعفة الجهد وتكثيفه لتوفير الرعاية للطفل بصفة عامة و الأطفال بلا مأوي بصفة خاصة، حتى تم وضع استراتيجية حماية وتأهيل الأطفال بلا مأوي بجمهورية مصر العربية في مارس 2003 تحت رعاية مجلس الوزراء ومن خلال المجلس القومي للطفولة والأمومة