"معالجة القنوات الفضائية الإخبارية العربية للأحداث المتعلقة بالجماعات المتطرفة وعلاقتها بإتجاهات المراهقين نحو العنف"

Abstract

تعد القنوات الفضائية الإخبارية إحدى وسائل الاتصال الجماهيرى وأخطرها فى ذات الوقت، حيث تتميز القنوات الإخبارية كباقى القنوات الأخرى بقدرة فائقة فى جذب المشاهد لما لها من خواص الصوت والحركة التى لها تأثير على الجمهور خاصةً المراهقين. وتعتبر القنوات الإخبارية أحد مكونات النظام الإتصالى حول تداعيات الإرهاب فهى بالإضافة إلى جانب دورها التنويرى للجمهور بالقضايا الأخرى فى المجتمع، إلا إنها تهتم أيضاً بأحداث الجماعات المتطرفة ومن ثم أحداث الإرهاب كسلعة ذائعة الرواج سريعة الإنتشار كونها ذات قيمة إخبارية متزايدة ومتطورة كل لحظة تمر بعد الحادث الإرهابى الذى يتصدر الأولوية فى نشرات وبرامج الفضائيات الإخبارية، ومن هنا تتجسد خطورة تعرض المراهقين لهذه الأحداث بإستمرار بشكل مكثف يومياً خاصةً بعد ثورات الربيع العربى التى جعلت غالبية دول الوطن العربى مُشتت على صفيح ساخن متأثر بشكل أو بآخر بتدخلات الدول الأجنبية فى شئونه وهذه التدخلات أدت إلى ظهور الإرهاب بشكل مكثف بل ولا نبالغ أن قلنا أنه إستوطن فى معظم الدول العربية، مما جعل الصراع متلاحق بشكل يومى للأحداث، ومن هنا أصبح هدف القنوات الفضائية متابعة هذا الصراع والمستجدات للأحداث ساعة بساعة ولحظة بلحظة للإستحواذ على إهتمام المُشاهد والحرص على إرضاء رغباته وتشوقه للمعرفة. ونظراً لما له من خطورة لجنوح المراهقين للعنف، الأمر الذى جعل الباحث يخطو نحو عمل هذه الدراسة لإبراز وإلقاء الضوء على معالجة القنوات الإخبارية لهذه الأحداث العنيفة ومن ثم إلى موضوع هذه الرسالة معالجة القنوات الفضائية الإخبارية العربية لأحداث الجماعات المتطرفة وعلاقتها بإتجاهات المراهقين نحو العنف، حيث أصبح العنف ظاهرة عالمية لا وطن لها، فهى موجودة فى كل المجتمعات سواء متقدمة أو متأخرة وعلى الرغم من دور وسائل الإعلام الجماهيرية فى التوعية بخطورة العنف، إلا إنها فى الكثير من الأحيان تتغافل عن ذلك ولا تعطى إهتمام لذلك التأثير الضار على المراهقين فى سبيل الإستمرارية والإنتشار المكثف والسريع لتلك القنوات، وعلى الرغم من نجاح القنوات الإخبارية العربية فى زيادة مساحة التعددية وحرية الرأى والطرح الجرىء لأحداث الجماعات المتطرفة والإرهابية، وفعل ما لم تقدر الترسانات العسكرية على فعله فى التحريك والتأثير فى الرأى العام وخاصة المراهقين، إلا أنها لا تراعى أن التركيز على أحداث الجماعات الإرهابية ونشر فيديوهات هذه الجماعات الإرهابية كما هى "بدون حذف" قد يساعد الإرهابيين فى توصيل رسائلهم كما يهدفون، وأيضا تؤثر على تعود المراهقين على مشاهد العنف مما يؤثر فى سلوكه ويصبح عنيفاً، لذا جاء موضوع هذا البحث للتطرق لهذه المعالجة الذى قد يأتى بكثافة دون مراعاة تأثير ذلك على ميل المراهقين نحو العنف.