أثَرُ الْبِنْيَةِ وَالتَّرْكِيبِ في الدَّلالَةِ والتَّوجِيهِ الإعرابيِّ عند ابنِ فَضَّال الْمُجَاشِعِيِّ في كتابه(النُّكَت في القرآن)

Abstract

فإن من أعظم نعم الكريم المنان أن أنزل على عبده القرآن، معجزة مستمرة على تعاقب الدهور والأزمان، ويسر حفظه حتى استظهره صغار الغلمان، وتكفل بحفظه ورعايته فهو محفوظ بحفظ الله من الزيادة والتحريف والنقصان، لا تنقضي عجائبه، ولا يخلق على كثرة الرد وتغاير الأزمان. ولما أراد اللغويون أن يدلوا بدلوهم في التفسير كانت كتب معاني القرآن، وهي في حقيقتها بيان لغوي لما يُشْكِلُ من الألفاظ والأساليب القرآنية، وهي كتب زاخرة باللطائف والنفائس والنكات العلمية في البنية والتركيب والدلالة وغير ذلك. ومما لا شك فيه أن العلم يشرف بشرف المعلوم، ولا أشرف ولا أجل من كتاب الله - عز وجل- الذي شرفت علوم العربية منذ قعدت قواعدها وإلى يومنا هذا بخدمة هذا الكتاب الكريم: تفسيرا، وإعرابا، وبيانا لأوجه إعجازه، وردا على الطاعنين فيه.