"محددات التحيز بوسائل الإعلام التقليدية وأنماط الاتصال السياسي لشباب الأحزاب السياسية المصرية: دراسة تطبيقية"

Abstract

كان الإعلام التقليدي بشقيه الحكومي والخاص في السابق يلقَّب بالسلطة الرابعة، نظرًا لقدرته الكبيرة على التأثير في الرأي العام وتوجيهه، واعتماد الجمهور بشكل رئيسي عليه في متابعة الأخبار والأحداث والحصول على المعلومات، ولكن في السنوات الأخيرة خسرت هذه السلطة تأثيرها وأصبح الإعلام التقليدي في مأزق خطير بوصفه إعلامًا مليئًا بالضغوطات والقيود، كما أنه لم يعد إعلامًا مهنيًّا يسعى لنقل الحقائق والأخبار بموضوعية( )، فقد شهدت الساحة السياسية والإعلامية خلال الفترة الماضية حالة من الجدل والنقاش حول التغطية الإعلامية لكثير من الأحداث والقضايا السياسية الراهنة التي شهدت توجيه انتقادات عديدة للأداء الاعلامي المصري، وعزوف كثير من الجمهور عن متابعة الوسائل الإعلامية التقليدية، وهو ما أثر على زيادة النظرة العدائية لوسائل الإعلام عمومًا،وللقنوات الفضائية التلفزيونية المصرية خاصة، وتزايدت الاتهامات لتلك الوسائل بالسلبية والتحيز لطرف على حساب آخر فيظل التغطية المكثفة للقضايا السياسية الداخلية التي أصبحت موضع خلاف وجدل واسع بين أوساط الرأي العام المصري. ( ) وعلى الرغم من أن الموضوعية والدقة والحيادية وغيرها من أهم المتطلبات المهنية وأساسيات التغطيات الإخبارية التلفزيونية المتوازنة إلا أنه قلما يُلاحظ تحقُّق تلك العناصر بالتغطيات الإعلامية لوسائل الإعلام التقليدية المصرية، فقد تعددت الدراسات التي أثبتت وجود أدلة فعلية على مثل هذا الإدراك المتحيز للمضامين الإخبارية في وسائل الإعلام التقليدية، كما أكَّدت هذه الدراسات وجود عوامل ومتغيرات تؤثر على قوة واتجاه الاعتقاد في تحيز وسائل الإعلام لطرف ضد طرف آخر ذي توجه فكري أو أيديولوجي مختلف.