إدارة المحتوى الرقمي في مؤسسات التراث الثقافي بإمارة الشارقة: دراسة للواقع وتخطيط للمستقبل

Abstract

أحد أهم عناصر العمل باعتباره مكوناً رئيساً لنجاح المؤسسات في عصر اقتصاد المعرفة، وأصبح لزاماً أن يحظى بالاهتمام الكافي والتوظيف السليم في سياق منظومة العمل المؤسسي. فنجاح المؤسسات أصبح رهن قدرتها على بناء ونشر وإدارة محتواها الرقمي، لدعم رؤيتها و أهدافها في إطار سعيها نحو الالتحاق بركب مجتمع المعرفة. لقد فرض التطور الراهن في تقنيات المعلومات ثورةً في طريقة العمل والتعامل مع التراث ومحتواه، وآليات إدارته، فمؤسسات التراث لم تكن بمنأى عنها وعن أدواتها. ولأن التراث الثقافي باعتباره مورداً غير متجدد، فإن إدارة هذا التراث بشكلٍ يتواكب مع الأدوات والوسائل التي وفَّرتها تقنيات المعلومات، يعود بالنفع على المجتمعات اقتصادياً من خلال التنمية المستدامة و خلق فرص العمل، واجتماعياً بما يعزز هوية الأمم و تميزها الثقافي. لذا فإن تقنيات المعلومات وأدواتها تُعدّ جوهر الاستدامة المنشودة للمحتوى التراثي ونفاذ مؤسساته إلى مجتمع المعرفة. ومع مطلع الألفية الثالثة، أصبحت نظم إدارة المحتوى تهيمن على شبكة الإنترنت، وبدأت في الظهور تباعاً مثل إطار عمل ZEND والمكتوب بلغة برمجة PHP بالإضافة إلى ظهور نظم أخرى مثل [PHP-NUK, OPEN CMS, MAMBO, DRUAPAL, WORDPRESS, JOOMLA, PLONE] والتي قدمت حلولاً مجانية لإدارة المحتوى، ومع مرور الوقت واتساع أنشطة المؤسسات، ظهرت الحاجة الملحة لنظم أكثر تطوراً، خاصة مع سعي المؤسسات للانتقال من إطار المحتوى التقليدي إلى إطار تنظيمي أكثر ديناميكية وتفاعلية في ظل تطورات تقنيات المعلومات المتلاحقة والمتسارعة، والتي بدورها عززت فرص إدارة أفضل لمحتوى المؤسسات وتطوير أطرها التنظيمية، وهذا التطوير لم يقتصر فقط على الهياكل التكنولوجية؛ بل طال أيضاً البنى السلوكية لمجتمع المعرفة ( ).