تنمية مهارة الانتباه المشترك وفاعليته في التخفيف من المصاداة لدى الأطفال ذوي اضطراب الذاتوية

Abstract

تعد إحدى مؤشرات تقدم وارتقاء الأمم مدى العناية التي توليها لرعاية أبنائها منذ بداية نشأتهم في أرحام أمهاتهم، وحتى بلوغهم المقدرة على أعباء الحياة . ويتمثل الاهتمام بالتربية أحد المظاهر التربوية التي تقدمها الدولة لأبنائها، لاسيما رعاية ذوي الاحتىاجات الخاصة . ويعتبر اضطراب الذاتوية شكل من أشكال الاضطرابات النمائية التي تؤثر على النمو الطبيعي في مجالات الحياة المختلفة بشكل عام، ومهارات التواصل اللغوي بشكل خاص، ورغم أن الإصابة باضطراب الذاتوية يؤدي إلى إلحاق الأذى والخلل بجميع نواحي النمو لدى الأطفال التي تشمل النواحي المعرفية، والسلوكية والاتصالية إلا أن الانتباه المشترك، والتواصل اللغوي يعتبر من أهم المحور المتضررة جراء تلك الإصابة. فالتواصل من خلال ألفاظ معبرة لدى ذوي اضطراب الذاتوية ربما كان معدوما أو نادرا جدا، وتظهر مشكلة الكلام لدى هؤلاء الأطفال من الرفض الكامل له إلى ا صدار أصوات غير مفهومة والصراخ والهمهمة (المصاداة ) . فيٌعد اضطراب المصاداة " والذى يعني ترديد الكلام من شأنه أن يقلل من التواصل والتفاعل الصحيح للطفل الذاتوي، والذي يؤثر- أيضاً -علي قدرته على التواصل اللفظي والاتصالي، وقدرته على التعلم، ويرجع هذا الخلل إلى عدة أسباب: ومنها الخلل، والقصور في الانتباه، والانتباه المشترك ومن ثم التركيز، وبالتالي يؤثر على ذاكرة الطفل فالطفل عندما نسأله ( إيه دا ) يردد قائلا (إيه دا)، أو (اسمك أيه ) يردد ( اسمك أيه) فهذا يرجع للخلل في الذاكرة طويلة المدى لدى هذا الطفل فيلجأ مباشرة للذاكرة قصيرة المدى. يعتبر الترديد الكلامي أو (المصاداة) من المظاهر اللغوية المميزة للأشخاص ذوي اضطراب الذاتوية والتي قد تعيق عملية التواصل اللفظي معهم. تعتبر اللغة في هذا الجانب مرتكزا أساسيا لتنمية شتي المهارات الأخرى التي يكتسبها الفرد في مختلف مراحل نموه، وعملية اكتساب اللغة تحتاج للانتباه المشترك في تعلمها، واكتسابها ومن ثم استخدام ها وإعطائها المعنى المقصود .